الفصل رقم ١٢: Swan

الفصل رقم ١٢: Swan

الأربعاء، ٣٠ يناير، ٢٠١٩ – الساعة ٨:٠٠ م

 

وصلت المطعم، توجهت إلى الhand sanitizer فأخذت منه القليل وطهرت يدي به. اخترت طاولة بها ٦ مقاعد وطلبت من الwaiter يجيب لنا baby chair، بعدها رحت أحط الsoup.

 

أخدت الsoup وحطيتها على الترابيزة ورحت أحط الmain dish من الbuffet.

 

 

وبينما عمرو بالbuffet تنتهز الكازارولة الفرصة وتذهب للطاولة وتضع قطرات من الlove potion في الsoup، ثم تذهب إلى الtoilet للتزين حتى تكون أول من يظهر لعمرو بعد شربه الlove potion.

 

 

وقفت في طابور الbuffet أحط الأكل وبدأت أختار هاكل إيه.

 

وأنا واقف لقيت حد بيخبط عليا من ظهري. لفيت أبص لقيت فتاة جميلة الوجه، سوداء الشعر، سوداء العينين، تبدو مألوفة لي.

 

هي: Excuse me. حضرتك أخدت الfork معاك.

أنا: أخ، sorry.. أتفضلي.

هي: إيه دا؟ عمرو علي، الEnglish School؟

أنا: أيوه، مين؟

هي: مين؟! أنا أميرة..

عمرو: أميرة ثابت؟

أميرة: أيوه، أزيك يا عمرو!

أنا: الحمد لله، أنتي إزيك؟

ردت بتلقائية: I’m fine، أنا كويسة. أنت واحشني جداً!

 

ثم ظهرت نظرة تعجب على وجهها..

 

أميرة: إيه دا يا عمرو، أنت بقيت شيخ؟

أنا: دي قصة طويلة..

أميرة: مش ممكن!

 

وصمتت لوهلة ثم قالت: بس لسة شيك زي ما أنت ومهتم بنفسك

 

أنا: شكراً يا أميرة..

أميرة: طب يلا نلحق الbuffet ونكمل كلامنا على الأكل.

للحظة بدا كلامها طبيعياً، لكن بعد لحظات انتبهت؛ نكمل كلامنا على الأكل.. دي عايزانا نقعد نأكل مع بعض..

 

ترددت جداً لإقتراحها. لكنها لم تنتبه لذلك، وإنما تقدمتني لplatter الsteak وأخذت قطعة، وقالت لي في عفوية وهي تغلق الplatter..

 

أميرة: أنت هنا مع مين؟ أنت اتجوزت ولا لسة؟

أنا: لسة، وأنتي؟

أميرة: أنا اتخطبت وفسخت

أنا: معلش. محدش عارف الخير فين. يمكن مستنيكي حد أحسن.

أميرة: لا، لا، أنا خلاص، I lost interest in marriage.

 

قالتها وهي تضع كمية قليلة جداً من الأرز الأبيض، الأمر الذي لفت انتباهي لرشاقة قوامها.

 

أخذت الملعقة من بعدها ووضعت بها بعض الأرز في طبقي وأنا أفكر فيما ستقوله لاحقاً، وهل سأقبل اقتراحها للعشاء معا؟ وهل دا حلال ولا حرام؟ وإذا جلست معها ففي ماذا سنتكلم؟ وهل سيدور بيننا حوار عميق أم سطحي؟ وبماذا سينتهي؟ كل هذه كانت أسئلة تدور في رأسي.

 

خلًصِت أميرة الbuffet وانتظرتني على بعد خطوات. استدرت فلاحظت جمالها وأناقتها. كانت أميرة معايا في الclass في إبتدائي، وكانت من عيلة معروفة ومشهورة في كل الدفعات وكل المدرسين بيحبوها. وفي مدرستي، English School in Cairo كانوا بيسموا الفصول بأسماء الطيور والزهور، وكنا مع بعض في class أسمه Swan، وكان بيمثل رمز الأناقة والجمال. لما كبرنا وبقينا في إعدادي وثانوي إدارة المدرسة فصلت الولاد عن البنات في مدرستين، ولكن فضلنا على اتصال وكنا في الgroup مع بعض بنتقابل برة المدرسة وفي الخروجات. خلصنا مدرسة ودخلت أنا طب أسنان وهيا دخلت Global Affairs في الAUC، وفضلنا على اتصال أول سنوات الجامعة، لكن بعدها إلتزمت دينياً وقطعت علاقتي بكل البنات اللي كنت أعرفها، ومنهم أميرة.

 

اتجهت ناحيتها غاضاً بصري عنها، قلت مودعاً لها متغافلاً عن أقتراحها للجلوس معاً على نفس الطاولة..

 

أنا: أميرة، مبسوط أني شفتك..

أميرة: استنى رايح فين يا عمرو؟ بقولك هنتعشى مع بعض.. عايزة اتكلم معاك شوية..

أنا: يا أميرة، أنا آخر مرة قعدت مع بنت لوحدنا كان من زمان جداً.

أميرة: طيب إيه المانع؟ إحنا خلاص grown ups يا عمرو، أنا عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم.

أنا: إيه هو؟

أميرة: هو أنت، إيه اللي غيرك كدة؟

 

سكت للحظات وفكرت، صحيح أنه لا شيء في الشرع يمنع الحوار بين الرجل والمرأة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان بيجيله نساء يتكلموا معاه، سواء يستفتوه، وحتى مرة جت تزوره صاحبة السيدة خديجة رضي الله عنها فرحب بها وفرح بزيارتها.. لكن هل شكلي هيبقى مناسب قدام الناس وأنا قاعد معاها، هل المجتمع هيتقبل دا؟ فكرت قليلاً.. قلت لنفسي أن المهم أني أجيب على تساؤلاتها بوضوح ومش مهم كلام الناس ما دمت مبعملش حاجة غلط.

 

أنا: ماشي يا أميرة

 

أميرة: طيب يلا

 

أتحركنا باتجاه طاولة لفردين وجَلَسَت ثم جلست. بعدها تذكرت أني تركت الsoup على الترابيزة اللي قاعد عليها أهلي. 

 

استأذنت من أميرة وقمت رحت ترابيزة أهلي.

 

أنا: أزيكوا، أنا قابلت حد أعرفه فهقعد أتعشى معاه

ماما: حد مين؟

أنا: بنت كانت معايا في المدرسة

أختي (ضاحكة): أنت يا عمرو هتقعد تتعشى مع بنت؟

أنا: عادي يا سارة، هنتكلم في موضوع مهم

ماما: كويس، يروح، بدل ماهو قافل على نفسه كدة

أنا: ماشي يا ماما

ماما: ماشي يا حبيبي

أنا: عن أذنك يا بابا

بابا: ماشي، إحنا قاعدين شوية ممكن تلحقنا

أنا: تمام



أخدت الsoup ورجعت لأميرة ..

 

أميرة: قولي بقى، لسة بتشوف حد من صحابنا اللي كانوا معانا في المدرسة؟

 

أنا: مش كتير. كل كام شهر بقابل علي الألفي في mall او restaurant، وأحمد هانّو بقابله صدفة في الساحل. وأنتي؟

 

أميرة: أنا بقابل شيريهان ومريم، وسعات بقابل ياسمين مع جروب الجامعة، أنت عارف هيا دخلت Global Affairs معايا. 

 

سكتت لثوان ثم قالت..

 

أميرة: ألفي وهانّو عاملين إيه؟

 

أنا: كويسيين.. ألفي مركز في الfitness والcharity، بيحضر marathons كتير.. وهانّو بقى رجل أعمال ومسك شركة باباه.

 

أميرة: أها، كبرنا كلنا..

 

أنا: ايوه. كأنه امبارح.

 

 

بدأ كل منهما بشرب الsoup التي أمامه. ومع أول رشفة من الsoup شعر عمرو بارتياح نفسي كبير ورغبة في الحب، كان مفعول الlove potion الذي وضعته الكازارولة قد بدأ، فلما نظر إلى أميرة كانت أول من ينظر إليها بعد أن شرب شراب الحب، فشعر بالإعجاب تجاهها ورغبة في معرفة المزيد عنها وعن حياتها..

 

 

رن موبايل أميرة ففتحت شنطتها تطلعه. تطلعت إليها فضولاً أريد أن أعرف إن كانت iPhone زيي وملا مختلفة عني..

 

أنا (في نفسي): iPhone 8 Red. بميل للناس اللي بتستخدم iPhone، والversion الRed دي بحبها جداً. أميرة شيك كعادتها، ولسة social activist زي ما كانت زمان..



أميرة: دا papi، كنت قلتلهم هسبقكوا على الrestaurant. قلتله أني قابلتك، تصدق لسة فاكرك؟ كنت دايماً بتطلع الأول على الclass قبلي وبابا وماما كانوا عارفينك كويس..

 

لسبب ما أسعدني أن باباها لسة فاكرني. لكني فكرت في نفسي، ازاي بتتصرف بعفوية كدة؟ حاسس أنها بتعاملني كأني عمرو بتاع زمان. هل دي حاجة كويسة ولا وحشة؟ جايز حاجة إيجابية أن تديني مش عامل حاجز بينا؟ ولا لازم أبدأ احطلها حدود عشان أحافظ على الحوار بينا formal؟ مش عارف، بقالي كتير متكلمتش مع بنات. مش عارف اتصرف إزاي في الموقف الغريب دا..

 

أنتبهت على صوت أميرة وهيا بتكلمني..

 

أميرة: وأنت يا عمرو، مش حاسس أنك اخترت الطريق الغلط؟

 

أنا: مخترتش طريق ولا حاجة، أنا كنت متدين من زمان، ما أنتي عارفة، لكني عرفت زيادة عن الدين مش أكتر.

 

أميرة: بالظبط، أنا فاكرة كويس أنك كنت متدين؛ مبتصاحبش، مبتقولش ألفاظ خارجة، بتقوم تصلي لما بنكون في حتة مع بعض، وكلنا كنا بنشوفك مثال للشاب المحترم والملتزم أخلاقياً، فإيه دواعي التغيير أصلاً؟ في فرق بين أنك تبقى متدين وبين أنك تبقى متشدد.

 

أنا: الحقيقة الموضوع كبير ومحتاج شرح كتير

 

أميرة: أيوه، عشان كدة قلتلك تعالى نتعشى مع بعض ونتكلم، وأدينا قاعدين.

 

سكتت لثوان ثم قالت..

 

أميرة: طيب قولي، أصحابنا من المدرسة، شافوك كدة؟ أتحداك أن كلهم مستغربينك زيي.

 

أنا: صح، بس الحمد لله علاقتي كويسة معاهم كلهم.

 

أميرة: طيب والناس اللي مش صحابك؛ في شغلك، في الشارع، إزاي الناس بتتقبلك؟ مش حاسس أنك بقيت منعزل عن المجتمع؟

 

أنا: جايز. لكني بقدر أملى الgap دا بحجات تانية؛ زي الlook والstyle، وأسلوب الكلام، الأدب في المعاملة والأخلاق الكويسة، الثقافة والإطلاع.. يعني، كل دي حجات بتقلل من فرص سوء الأستقبال..

 

أميرة: كل دي حاجات محتاجة وقت عشان الناس تفهمك وتعرفك.. أنا أعرفك يا عمرو لكن الناس متعرفكش. إيه اللي يخليك تفقد جزء كبير من الناس بسبب first impression خاطئ؟

 

أنا: معاكي حق، لكنك عارفة الدقن خلاص بقت موضة، وعامة بعد ثورة ٢٥ يناير الناس بقت تؤمن بالحرية.

 

أميرة: ثورة ٢٥ يناير؟ تقصد مؤامرة ٢٥ يناير..

 

أنا: أميرة ثابت.. أكيد لازم تبقي ضد الثورة..

 

أميرة: لا خالص يا عمرو، معارضتي للثورة ملهاش أي صفة عائلية، أنا ضد الثورة عن قناعة..

 

أنا: أنا متفق معاكي أن الثورة ليها سلبيات كتير، لكني شايف أنها برضه خلفت إيجابيات كتير.

 

أميرة: خلفت فوضى..

 

أنا: لأ، حرية..

 

أميرة: حرية بلا انضباط، أناركية وتمرد بدون أهداف واضحة.

 

أنا: كان في أهداف واضحة في البداية قبل ما الناس تتفرق.

 

سكت للحظات ثم أكملت..

 

أنا: على العموم، أنا كنت مع أبناء مبارك وأنا آسف يا ريس، قلباً وقالباً.

 

أميرة: يا سلام، لغز دي؟

 

أنا: لا. أبداً. أيام التحرير أنا فعلاً طالبت بتنحي الرئيس مبارك، لكني بعدها أكتشفت أنها كانت أكبر غلطة للثورة، قسمت الشعب ما بين ثوار وفلول، بينما الثورة كانت بدون قائد، والرئيس مبارك كان ممكن يكون أنسب قائد ليها..

 

أميرة: بتقول كدة عشان قاعد معايا ولا دي قناعتك بجد؟

 

أنا: دي قناعتي تماماً. لو تفتكري، الرئيس مبارك كان فاضل في مدة رئاسته فترة قصيرة، كان ممكن خلالها يلاحق اللي قتلوا المتظاهرين ويشرف على تطهير الفساد، كل دا بدون ما الثوار يسيبوا الميدان. وهو نفسه قال أنه مكنش ناوي الترشح مرة أخرى، فكان هيجتهد أنه يختم مدة رئاسته بأكبر إصلاح يقدر عليه.

 

أميرة: أول مرة أشوف إسلامي بيفكر بالطريقة دي.

 

سكتنا لثواني ثم قالت..

 

أميرة: قلت أن المطالبة بتنحي الرئيس مبارك كانت أكبر غلطة للثورة، هل معنى كدة أنك شايف أن الثورة فشلت؟

 

أنا: لا نهائي، الثورة نجحت وما زالت مستمرة. لكن كان ممكن تكون أنجح من كدة.

 

أميرة: تقصد إيه؟

 

أنا: أقصد أن البلد كانت وقعت جامد بعد تنحي الرئيس مبارك بسبب المناورات بين الثوار والفلول، ودا اللي عطل الثورة. لكن على كل حال ثورة ٣٠ يونيو جت كثورة مكملة، وكانت أكثر تنظيماً وسلمية، وحدت الثوار والفلول تاني وكانت نقطة تحول ما بين الثورة الحركية والثورة التنموية.

 

أميرة: معنى كدة أنك مع الرئيس السيسي؟

 

أنا: دا أكيد، أنا شايف أنه راجل ثوري جداً، لكن في التنمية. حارب الفساد وخرج طاقة الشعب للعمل، ونقل مصر نقلة كبيرة على مستوى العلاقات الخارجية.

 

أميرة: أنت غريب جداً..

 

أنا: لا خالص، أنا بالنسبالي الناس اللي مش بتفكر كدة هيا اللي غريبة.



سكتنا لبعض الثواني وأنا أفكر في الصدفة التي جمعتنا، وفي اسمها الذي هو نفس اسم البنت اللي كنت أحبها وتزوجَت، تذكرت شعر الإمام الشافعي: سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ .. هل ممكن تكون أميرة هي البنت اللي ربنا بعتهالي بدل البنت اللي كنت بحبها؟ بنت جميلة، من عيلة كبيرة، أنيقة ومتعلمة، أعرفها من زمان، باباها ومامتها عارفني.. لكن إزاي؟ دي مش ملتزمة، حتى مش محجبة.. وأنا مستحيل أتجوز واحدة مش محجبة.. دا فرضاً أنها هتقبل بحد متدين جداً زيي.. يعني مثلأً أنا عمال بفكر دلوقتي في مشاعري ناحيتها وهي مش في بالها..

 

أميرة: طب قولي يا عمرو، حد بيفكر بالطريقة دي، إيه اللي يخليه يبقى ملتحي، ويقصر البنطلون، وياخد طريق الإلتزام الشديدة بتاعة المدرسة السلفية؟ ليه متبقاش شاب عادي؟

 

أنا: اللحية زي ما قلتلك بقت موضة أصلاً، إيه المشكلة فيها؟ صحيح أنا واخدها سنة لكن هيا بالفعل مبقاش عليها حرج اجتماعي. وتقصير البنطلون برضه بقى موضة.. إزاي بس أبقى شاب عادي، أنتي عارفة أني متدين من زمان. مقدرش أغير قناعتي. ممكن نتكلم في طبيعة إلتزامي الديني، دي أكون فيها معاكي، لكن الإلتزام من عدمه دا أصل من أصول فكري. بخصوص السلفية فالسلفية أنواع وفروع كتير يطول الشرح فيها، فمش بالضروري أكون سلفي زي ما في بالك، وأنا أًلاً خلاص بقيت أفضل تسمية مسلم عن سلفي. مبعتبرش نفسي سلفي.. مش عارف ليه الناس بتعتبرني سلفي، جايز عشان بيحكموا بالمظهر.. أنتي أكيد عارفة أن الدين أكتر من مجرد مظهر..

 

أميرة: عمرو أنت سلفي وفكرك فكر سلفي؛ مينفعش تقول أنا مش سلفي.. مين غير السلفيين مبيكلمش بنات؟ مين غير السلفيين بيربي لحية؟ مين غير السلفيين بيقصر البنطلون؟ الحجات دي لما تجتمع عن أعتقاد ديني تبقى سلفية.. صحيح الدقن سنة وموضة ورمز للرجولة وكل حاجة، عارفة كل الكلام دا، ومعنديش مشكلة فيها لذاتها، وأنك تبقى مربيها عشان ملتزم دينياً، دي حرية شخصية، كذلك تقصير البنطلون، أنضف، أشيك.. لكن مش معنى أن حاجتين تلاتة من السلفية بقو موضة أنك تبقى سلفي. أكيد في السلفية حاجات تانية بتقيِد حريتك، فإيه اللي يخلي واحد متعلم وكان منفتح جداً زيك يختار السلفية؟ وتقصد إيه بأن السلفية أنواع؟

 

أنا: أقصد أن مش كل السلفيين زي بعض، في خلافات منهجية عميقة بينهم، وزي ما قلتلك أنا بعتبر نفسي مسلم مش سلفي. أنتي برضه مصممة تسميني سلفي. لكن عامة فكرياً مفيش تناقض نهائي بين السلفية الدينية وبين التقدمية كمذهب حياتي.



لاحظتها وهي تقطع الsteak بالسكين في يدها اليمنى والشوكة في يدها اليسرى.

 

أميرة: تقصد أن الواحد ممكن يكون سلفي دينياً لكن منفتح حياتياً؟

 

أنا: نعم، إيه المانع؟

 

أميرة: المانع أنك مثلاً مكنتش عايز تقعد معايا لمجرد أني بنت. بالتأكيد في حاجات كتير زي كدة بتتكرر معاك في حياتك اليومية.

 

أنا: أنا مكنتش عايز نقعد مع بعض لأن العرف أن لما ولد وبنت بيقعدوا يتعشوا مع بعض عادة مبيتكلموش في موضوع زي اللي بنتكلم فيه. ثم أننا بالفعل قاعدين بنتعشى مع بعض، يعني “سلفيتي” ممنعتنيش.

 

أميرة: لكن مش كل السلفيين كدة

 

أنا: المفروض يبقوا كدة.

 

أميرة: إذن أنت سلفي لكنك مختلف عن بقية السلفيين؟

 

أنا: لأ، أنا أصلاً مش سلفي..

 

أميرة: لكنك ما زلت مختلف عن بقية الناس أيضاً..

 

أنا: صحيح. معنديش مشكلة في كدة. أنا أؤمن بأن الإسلام هو الأصل ويجي بعده الناس وأعرافهم.

 

لاحظتها مرة أخرى وهي تقطع الsteak والشوكة في يدها اليسرى.

 

أنا: مثلاً، النبي صلى الله عليه وسلم أمر أننا نأكل بالإيد اليمين، في حين أن الetiquette أن الfork تكون في الإيد الشمال، أنا بالنسبالي ك”سلفي” بغلب أمر النبي صلى الله عليه وسلم على الcode المتعارف عليه في المجتمع أنه polite behaviour فبأستخدم الfork بالإيد اليمنى مش اليسرى.. هل دا يشكل أي ازمة في حياتنا؟ نهائي..

 

أميرة: صحيح، لكني متعودة من صغري أمسك الشوكة والسكينة كدة.. مش عارفة ليه مبعملش زيك..

 

قالتها في عفوية شديدة وهي تبدل الشوكة بالسكين لتكون الشوكة في يدها اليمنى.. وأبتسمت أنا حين رأيتها تقطع الsteak بطريقة مضحكة.

 

أنا: مفيش مشكلة، الإسلام بيراعي كدة.. ممكن تجربي في البيت لما تكوني لواحدك.

 

قلتها قبل أن تضطرب وتسقط قطعة الsteak خارج الطبق ويحمر وجهها خجلاً.

 

أنا: Sorry، مكانش قصدي أنتقدك. أنا كنت بضرب مثال فقط..

 

أميرة: لأ عادي، أنا بحب أنفذ الحاجة الصح في الدين أول ما أعرفها.

 

أعجبت جداً بما قالته..

 

سكتت شوية ثم قالت..

 

أميرة: بس أنت مقلتليش، ليه لسة متجوزتش؟

 

أنا: كنت لقيت بنت مناسبة جداً، لكنها اتخطبت قبل ما أعرّفها أني معجب بيها، ومن ساعتها مأجل موضوع الجواز.

 

أميرة: ياه. كنت بتحبها؟ ولا إعجاب بس؟

 

أنا: في الأول كان إعجاب لكني حبيتها مع الوقت.

 

أميرة: كانت جميلة؟

 

أنا: معرفش، كانت منتقبة

 

ضحكت أميرة بشدة فأبتسمت، ثم قلت..

 

أنا: حاجة غريبة؟

 

أميرة: طبعاً.. لكن رومانسية برضه..

 

سكتت ثوان ثم قالت..

 

أميرة: ودا من أمتى؟

 

أنا: ٢٠١٤

 

أميرة: ياه، خمس سنين؟

 

وسكتت ثوان ثم قالت..

 

أميرة: معلش. أنا عارفة الحاجات دي بتبقى صعبة، لكنك لازم تنسى وتعدي على الموضوع. تحب أدورلك على بنت تكون كويسة؟ أنا أعرف بنات محجبة كتير.

 

أنا: ممكن.

 

سكت لثواني، ثم قلت لها:

وأنتي؟ مش بتفكري تتجوزي؟

 

أميرة: أنا؟ لا، أنا خلاص كبرت.

 

أنا: لا خالص، أنا أعرف بنات اتجوزت أكبر منك بكتير.

 

أميرة: عندك عريس ليا؟

 

أنا: ممكن.

 

أميرة: يا ريت. بس يكون حد محترم زيك.

 

سكت لثواني أفكر فيما قالته، عفوتها لا تقدر إنجذابي تجاهها.. قلت لها..

 

أنا: عندي سؤال.

 

أميرة: أكيد، اتفضل.

 

أنا: قلتي لي أنك تعرفي بنات محجبة كتير.

 

أميرة: أيوه، هختارلك منهم واحدة ممتازة، متقلقش أنا ذوقي حلو.

 

أنا: أوك، بس مش دا سؤالي. سؤالي هو: كونك مصاحبة بنات محجبة كتير، إيه رأيك في الحجاب؟ هل بتشوفي أنه تخلف؟

 

أميرة: لأ، خالص، دا حرية شخصية..

 

أنا: فكرتي تتحجبي؟

 

أميرة: ياه، فكرت كتير.

 

أنا: ووصلتي لإيه؟

 

أميرة: أولاً لفظ الحجاب دا أصلاً مسمى خطأ. آية الحجاب دي نزلت في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ، عشان كدة كانوا منتقبات، لكن الحجاب لفظاً، بمعنى النقاب، مش فرض على غيرهم. وإنما آية الخمار دي آية تانية، وتخص عموم نساء المسلمين.

 

أنا (مستعجباً): ناس قليلة اللي تعرف الكلام دا. أنتي قارية كتير بقى؟

 

أميرة: يعني، بحثت فعلاً في موضوع الحجاب كذا مرة وقريت كذا كتاب. عندك رد؟

 

أنا: لا.. أنا زيك شايف أن النقاب مش فرض. لكني استخدمت لفظ الحجاب لشيوعه. الصح أننا نقول خمار مش حجاب.

 

أميرة: صحيح

 

سكتنا لثوان ثم قلت.. 

 

أنا: طيب، يا أميرة، رأيك إيه في الخمار..؟

 

أميرة: أنا معنديش مانع ألبس خمار، أنا بحب شكله جداً، لكن محتاجة سبب قوي يخليني أخد الخطوة دي.

 

أنا: سبب قوي، زي إيه؟

 

أميرة: مش عارفة. أني أعمل حادثة عربية، او أن واحدة صاحبتي تموت، او الجواز مثلاً..

 

أنا: الجواز؟

 

أميرة: أكيد.

 

أنا: يعني لو حد اتقدملك وطلب منك تتحجبي، هترضي؟

 

أميرة: لو كويس، ليه لأ؟

 

أنا: طيب لو هو كويس فعلاً هيتقدملك إزاي وأنتي مش محجبة؟

 

أميرة: تقصد إيه؟ ليه ميتقدمليش؟

 

أنا: ممكن يخاف تكوني هتتحجبي عشان الجواز مش عشان ربنا.

 

أميرة: معاك حق. ما دا اللي بفكر فيه كتير.

 

أنا: وبتوصلي لإيه؟

 

قاطعتنا رنة موبايل أميرة.

 

أميرة: لحظة واحدة أرد على Papi.

 

أنا: اتفضلي

 

أميرة: أيوه يا بابي، ازيك، أوك أوك، هجيلكم دلوقتي. Bye.

 

قفلت الخط وحطت الموبايل في شنطتها الsuarez وقالت لي:

بابي ومامي نازلين Na’ama Bay وعايزيني أروح معاهم. أنت خلصت أكل؟

 

أنا: تقريباً خلصت.

 

أميرة: طيب أنا هقوم أروحلهم، هينفع نتقابل تاني؟ عشان نكمل كلامنا عن الحجاب.

 

أنا: هنتقابل أكيد. فكري في كلامي وأبقي ردي عليا.

 

قمت من مقعدي لكي تقوم، وقامت تحمل حقيبتها وهي تشكرني.

 

جلست بعد مغادرتها مرة أخرى أفكر في الأمر كله. هل كان عشائنا معاً ذو داعي شرعي؟ وهل تعدينا الحدود في الكلام أم لا؟ شعرت أني قمت بشيء غريب عن عادتي، لا أشعر بالإثم نهائي فكلامنا كان محافظاً جداً، لكني لست متأكداً من مدى جدوى حوارنا، هل غيرت وجهة نظرها عن التزامي الديني؟ وماذا عن حوارنا حول الحجاب؟ هل فعلاً ممكن تستجيب لكلامي وتتحجب؟ وماذا لو اتحجبت، هل ممكن تكون زوجة مناسبة؟ كل دي أسئلة كانت تدور برأسي..



بعد دقائق معدودة انتهيت من الطعام وقمت قعدت مع أهلي أكل الdessert، كان بابا وأخويا ومراته قاموا بيجيبوا desserts برضه، فقعدت مع وماما وأختي، ودار الحوار التالي:

 

أختي: قولنا بقى يا عمرو، مين البنت الأمورة اللي كنت قاعد معها دي؟

 

ابتسمت في نفسي على كلمة الأمورة، وتذكرت كم هي جميلة.

 

أنا: دي بنت كانت معايا في Swan، في الEnglish School

أختي: ياه، اسمها إيه؟

أنا: أميرة ثابت

أختي: أها، أنا فاكرة الأسم دا.

 

سكتت أختي لثواني ثم قالت..

 

 أختي: وأمتى آخر مرة اتقابلتوا؟

أنا: من زمان، من سنين، في تانية كلية تقريباً، يعني من ١٣ سنة

أختي: ياه، من زمان اوي

 

سكتت ثواني أخرى ثم قالت..

 

أختي: واستغربِت أنك بقيت ملتزم؟

أنا: أكيد

أختي: قالتلك إيه؟

أنا: اتكلمنا كتير، لكنها open-minded جداً، وشايفة أن دي حرية شخصية

أختي: كويس، علامة كويسة

أنا: علامة كويسة على إيه؟

أختي: ملكش دعوة

 

سكتت أختي لثواني ثم قالت..

 

أختي: ماما بتقول عليها جميلة وأنيقة جداً

صمتت لثواني أفكر بها ثم قلت..

 

أنا: صحيح

أختي: صحيح جميلة وأنيقة؟

 

توقفت عن الأكل ونظرت لأختي لأفهم سؤالها فوجدتها تبتسم، فخشيت أن تشعر بإعجابي بأميرة، فأضفت..

 

أنا: الأهم أنها ذكية..

 

أنتظرت أسمع رد فعل أختي، لأرى إن كنت داريت عنها إعجابي بها، فوجدتها تنظر لوالدتي مبتسمة وقالت..

 

أختي: ماما مبسوطة جداً أنك كنت قاعد مع بنت

 

ماما: أنا مبسوطة أنك فكيت شوية، بدل ما أنت قافل على نفسك كل الأبواب ومبقالكش أصحاب

 

وسكتت لثواني ثم قالت..

 

ماما: أنا مش بقولك روح أمشي مع بنات، أحسن تقولي أنتي وحشة، بس خليك open كدة

 

سكت لثواني أفكر بكلامها، ثم قلت..

 

أنا: لأ أنا معاكي، كلامك صحيح، الإسلام دين الوسط

 

ثم سألتني أختي..

 

أختي: واتفقتوا هتتقابلوا تاني؟

 

فأجبتها..

 

أنا: هيا قاعدة مع باباها ومامتها أسبوع هنا. فغالباً هنتقابل.



جه بابا شايل إبن أخويا وبيضحكوا فسعدت بهم كثيراً، وجاء من ورائهم أخي وزوجته مبتسمون، الجميع سعداء ومبتهجون، رحلة عائلية جميلة.

 

خلصت أكل الdessert وقمنا كلنا إلى خارج المطعم نتمشى عند الpool شوية. وإحنا بنتمشى قلتلهم على الyacht trip فعجبتهم جداً وقررنا نطلعها. أتصلت ب أ. حاتم حجزت معاه وقالي أننا هنتحرك بكرة الصبح بدري بعد الفطار.

 

قضيت بقية الليلة في الفندق أفكر في أميرة، أتجول مع أهلي على الpool وفي الresort. ثم عدت إلى غرفتي مع أختي نتسامر ونتابع التلفاز إلى ساعة متأخرة من الليل..

 

… 

 

وفي عالم موازي أخر كانت الكازارولة حزينة وتبكي أن عمرو قد نظر إلى أميرة بعد أن شرب الlove potion فأحبها بدلاً من أن يحب الكازارولة، لكن الأميرة Golden نصحتها أن تعيد المحاولة مرة أخرى..

My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.

“From day to day, my journey, the long pilgrimage before me. From night to night, my journey, the stories that will never be again. No day, no night, no moment can hold me back from trying. One flag, one fall, one falter, I’ll find my day maybe Far and away. One day, one night, one moment, with a dream to believe in. One step, one fall, one falter, find a new world across a wide ocean. This way became my journey, this day brings together, far and away…”

— Enya, Far and Away

Subscribe to my Newsletter

Would you like to get the occasional newsletter right to your email?