الفصل رقم ١٣: Yacht Trip

الفصل رقم ١٣: Yacht Trip

الخميس ٣١ يناير، ٢٠١٩ – الساعة ٦:٠٥ فجراً

 

استيقظت من النوم متأخراً عن كل يوم، غالباً بسبب الإجهاد من السفر. صليت الفجر مع بابا قبل الشروق بدقائق، وبعدين قعدت معاه في الbalcony نتفرج على شروق الشمس. كان المنظر جميل ومثالي، خرجت الشمس من البحر من وراء جزيرة تيران خلال ثوان قليلة بدت طويلة لجمالها. صورتها واحتفظت بالصورة للذكرى، بعدها قعدت على السرير أقرأ في مسرحية: حلم ليلة صيف.

 

وفي الفطار التقيت بأميرة وعرفتني على مامتها وباباها، وعرفتها على بابايا ومامتي، باباها أقترح أننا نقعد معاهم على الترابيزة. كانت لفتة لطيفة منه. قبلنا دعوته وجلسنا معهم.

 

كنت في غاية السعادة أن أهلي أتعرفوا على أهل أميرة. دي المرة الأولى من سنين اللي أعجب فيها ببنت، لكني لست متأكد من جدوى الإعجاب دا لاختلافنا الجوهري.. خاصة أنها غالباً indifferent تماماً تجاهي لكوني “سلفي” كما قولبتني..

 

قمت للبوفيه أخدت طبق وحطيت فيه الأكل ورجعت فلقيت ماما وطنط سهام، والدة أميرة، قاعدين بيتكلموا ويضحكوا، وبابا وأنكل أيمن، والد أميرة، برضه بيتناقشوا شكلهم في موضوع مهم. أما أميرة فمكانتش على الترابيزة. قعدت مع بابا وأنكل أيمن، كانوا بيتكلموا عن الاقتصاد في مصر والتنمية والمشاريع الجديدة في البلد، وعن الإنجازات اللي الرئيس السيسي بيعملها، واتكلموا عن تعديل مادة الدستور المتعلقة بعدد مرات ترشح الرئيس وإذا ما كانوا هينتخبوا الرئيس السيسي لفترة رئاسية قادمة، وجت سيرة جزيرة تيران فاتكلموا في موضوع تيران وصنافير وعن مشروع السعودية السياحي الكبير اللي هيكون فيها وعن مدينة نيوم ورؤية السعودية ٢٠٣٠، وإزاي المنطقة كلها متجهة بقوة للتنمية.

 

جت أميرة وأختي ومرات أخويا، كانوا بيحطوا الفطار مع بعض، وقعدوا مع ماما وطنط سهام ومعاهم إبن أخويا الصغير. جه أخويا وقعد جنبي وقعدنا نتكلم شوية عن الwater sports وهنلعب إيه. أخويا قالي أنه بيفكر يعمل parasailing هو ومراته، وأنا قلتله أني غالباً هحجز ساعة أتدرب فيها على الwindsurfing. أثناء حديثنا كنت أنظر ناحية البنات أشوفهم بيتكلموا إزاي مع بعض فألاقي أختي وأميرة بيتكلموا بإندماج و ابتسامات وضحك. أتبسط ولكن بدون مبرر واضح، لأن أميرة بنت مش ملتزمة، هيفيد بإيه أن عيلتي تتعرف على عليتها ويقربوا لبعض؟ فكرت في الحل الطبيعي، أن الأمل الوحيد أن يكون في علاقة بيني وبين أميرة هو بأنها تلتزم او أني أسيب الألتزام.. وطبعاً الخيار التاني كان مستحيل بالنسبالي..

 

أستمرت الحوارات شوية بعد ما خلصنا أكل وقبل ما يقوموا ماما قالتلهم أننا طالعين رحلة ناحية جزيرة تيران في الyacht trip، واقترحت عليهم ييجوا معانا. طبعاً أنا فرحت جداً، لكني كذلك اتوترت جداً لشعوري بالفرح..

 

Too much is happening too fast

هل أنا بدأت أحب أميرة؟

وإزاي دا هينعكس على إلتزامي الديني؟

 

أدرت وجهي منتظراً ردهم على دعوة ماما، وكان الحوار كالتالي..

 

ماما: دا إحنا طالعين رحلة بيخت لجزيرة تيران على الساعة ٨ كدة. الولاد هيعملوا snorkeling وهنتغدى في البحر. متشرفونا تيجوا معانا يا مدام سهام.

 

طنط سهام: ياه، ميرسي جداً على ذوقك مدام سامية. إيه رأيك يا بابا؟

 

نظرت إلى أميرة لكي ألاحظ رد فعلها. وجدتها تبتسم فسرني ذلك.

 

أنكل أيمن: ماشي يا ماما، إحنا مش مشغولين خالص، مفيش مانع وهيكون تغيير جميل..

مدام سهام: خلاص يا مدام سامية، نيجي معاكم الرحلة دي، هيكون تغيير جو جميل في صحبتكم

ماما: خلاص يا عمرو، بعد الفطار روح أحجز لثلاثة أفراد كمان معانا، أ. أيمن ومدام سهام وأميرة، مش هتيجي يا أميرة؟

 

خفق قلبي للحظات..

 

أميرة: أيوه يا طنط هاجي

 

سمعت ردها فأبتسمت، وسرني أنني سألتقيها مرة أخرى.

 

أنا: حاضر يا ماما



استأذنا أ. أيمن ومدام سهام وقمنا من على الفطار متواعدين على اللقاء معهم في الlobby بعد ربع ساعة. سبت أهلي عند الpool ورحت الbeach عديت على الWater Sports Center ل أ. حاتم أدفع الحساب وأبلغه أن هيكون معانا ٣ أفراد زيادة.

 

أنا: السلام عليكم

أ. حاتم: وعليكم السلام، أهلاً أ. عمرو

أنا: أهلاً أ. حاتم. كنت عايز أحجز مع حضرتك الyacht trip

أ. حاتم: تمام أ. عمرو، اليخت في المارينا منتظر حضرتك، العربيات على وصول وهتاخد حضراتكم على هناك

أنا: تمام. إحنا دلوقتي معانا ٣ أفراد زيادة، في مشكلة؟

أ. حاتم: لا نهائي يا أفندم، مفيش مشكلة

أنا: طيب تمام، الحساب أهو

أ. حاتم: تمام، أشكرك أ. عمرو



شكرت أ. حاتم ومشيت من الWater Sports Center رحت على الlobby فلقيت أهلي وأميرة وباباها ومامتها منتظرين. جت العربيات فركبنا واتجهنا إلى المارينا.

 

وصلنا المارينا، نزلنا، ودخلنا الport طلعنا على اليخت. أتحرك بينا اليخت في البحر لحد ما بقينا مش شايفين إلا الجبال والبحر فقط، وكان المنظر رائع. مشينا شوية لحد ما وصلنا أول location. نزلت أنا وأخويا عملنا snorkeling وأتفرجنا على الأسماك والcoral reefs، كان المنظر رائع وألوان الcoral reefs خلابة، وكانت الأسماك بتعدي من حوليا في كل أتجاه.. خلصنا snorkeling وطلعنا ورحنا location تاني فيه أسماك مختلفة وcoral reefs أشكالها وألوانها أجمل وأروع..

 

جه معاد الغداء الساعة ١:٣٠ فطلعنا واتنشفنا وحطولنا الغداء. أكلنا، وكان الأكل رائع، وبعدها رحنا آخر location في الsnorkeling. وبعد الsnorkeling الأخير رحنا اتفرجنا على حطام السفينة الغارقة، ويدوب كانت الشمس هتبتدي تغرب فبدأنا نرجع على المارينا.

 

متكلمتش مع أميرة خالص خلال الرحلة ولا وقفت معاها. كانت كل ما تيجي قريب مني أبعد، زي المراهقين لما بيخافوا من البنات اللي بيحبوها، وفي نفس الوقت مكنتش عايز أعمق الحوار معاها قبل ما أعرف أنا عايز إيه مع نفسي.

 

وإحنا بنتفرج على غروب الشمس اشتغلت أغنية كلماتها لفتت انتباهي. كانت أول مرة أسمعها. الأغنية بتتكلم عن واحد كان ماشي على البحر وقت غروب الشمس عمال بيحكيله ويشتكيله مرة بعد مرة، ولكنه بيشوف بنت وبتعجبه جداً، فبيقول: أمتى الحب طال قلبي؟ ولا في الخيال.. يا عيني يا سيدي على الأيام لما تهادي قلوبنا غرام، فجأة يهون كل اللي فات..

 

افتكرت حالي مع البنت اللي كنت بحبها واتجوزت، وبعدين دلوقتي قابلت أميرة، وإزاي لأول مرة من خمس سنين بنت تعجبني. هل ممكن يكون اللي حاسس بيه دا حب تجاهها؟ ولو دا حب فإزاي أحب بنت زي أميرة وهيا مختلفة عني جداً؟

 

بعدها بتقوم جواه خناقة كبيرة، بين عقله وقلبه، يصارحها بإعجابه ولا ميصارحهاش، عقله يعقله وقلبه يقوله: روحلها قول. وخلال ثواني قلبه بيكسب الخناقة فبيروح يصارحها بحبه..

 

فكرت في حالي مع أميرة، هل أقولها أني معجب بيها؟ طب وبعدين، إيه اللي هيحصل، إحنا كبار مش صغيرين، مش هروح أقولها أنا معجب بيكي وكدة وخلاص. معجب بيكي يعني جواز.. وجواز يعني لازم توافق.. وأنا وهيا مختلفيين تماماً..

 

لكن ماذا لو مصارحتهاش، هل هندم على كدة ولا بمجرد ما الرحلة تخلص وأرجع القاهرة هنساها وأنسى المشاعر دي؟ أنا عارف أن انطوائيتي ليها دور كبير في تعلقي بأميرة لأنها من ذكريات الماضي. كمان متأكد جداً أن جو شرم والresort مأثرين في الmood بتاعي وفي حالتي العاطفية، ومخلينّي حاسس بمشاعر حب تجاهها. هل أتجاهل مشاعري دي وأنسى وأرجع لحالة الجمود العاطفي اللي كنت فيها؟ ولا أحاول أمسك في مشاعر الحب اللي عندي دي وأحافظ عليها؟ مشكلة الموضوع دا، أننا نبقى بإيدينا نحب او منحبش، ونبقى مضطرين نختار، خصوصاً لو شخصيتنا أنطوائية.

 

للحب مميزات أكيد، وللجمود العاطفي مميزات برضه..

 

الحب بيدي الدنيا حياة، وبيطلع بسببه حياة؛ بنتخطب، نقضي فترة مراهقة تانية، وبعدين نتجوز، ونقضي فترة حب عميقة، وبعدين نخلّف، ونقضي فرحة ولادة حياة جديدة، ومع الطفل نفضي اوقات سعيدة، وبعدين نربي ونطلّع مراهق نعيش معاه التجارب اللي معشناهاش بقالنا كتير بعد ما كبرنا، وبعدين نكبّر شاب لجيل جديد نسلمه الراية، وبعدين نكبر ونعجّز فنلاقي ولادنا جنبنا بيساعدونا، ووإحنا بنموت يطمنونا.. لكن كل دا معناه إيه؟ معناه ارتباط، اعتمادية، التزام بالمواعيد، مسؤولية، قلق، إحتياج، وإحتمالية معاناة..

 

أما الجمود العاطفي ففيه مميزات برضه؛ حياة من غير خوف من فقدان حد، مفيش اعتمادية، مفيش ارتباط او التزام بوعود او مواعيد، فمفيش قلق، وبالتالي مفيش ضعف ولا معاناة. حياة العزوبية معناها وقت أوفر، فلوس أكتر، راحة أكبر، independence.. لكن ماذا بعد كدة؟ وحدة، زهق، حزن، كآبة، ومرض بدون سند، وموت بدون أهل..

 

الاختيار صعب، بين أني أختار أني أشارك حياتي مع حد تاني او أستقل بيها لنفسي.. على الشاعر الكبير سيد حجاب لما كتب كلمات أغنية زي الهوى اللي لحنها الموسيقار عمر خيرت وقال:

 

“زي الهوا الساير وخيال الطيف، احلى سنين العمر بينا تمر، يا نعيش هوانا حلم ليلة صيف، يا تتوه خطانا في ليل شتانا المر..”

 

لأ، أنا مش ممكن أفرط في مشاعر الحب اللي جت لي دي.. أنا مش عايز أعيش حياة مليانة بالبرود العاطفي تاني.. أنا أخترت أني أعيش قصة الحب دي بقوة وجرأة..



ودلوقتي أرجع لمشكلتي الأساسية.. مشكلتي الأساسية أني معجب بأميرة وهيا مش ملتزمة دينياً. صحيح هيا قالت أنها مش ضد الحجاب، بل حتى قالت أنها ممكن تتحجب، لكن هل الموضوع موضوع حجاب وبس؟ يعني الالتزام الديني بالنسبالي أكبر بكتير من مجرد الحجاب او المظهر، الالتزام تربية.. إصلاح للقلب.. تبتُل.. الواحد او الواحدة بيحتاج سنين عشان يتغير بجد وقلبه يبدأ يبقى سليم.. وفي ناس بتعيش وتموت وهيا بتحاول، وناس كتير بتفشل.. هل حتى لو أميرة اتحجبت هتبقى زوجة مناسبة؟ ولا أنا محتاج بنت تكون ملتزمة من ٥ او ١٠ سنين وتكون عدت باللي أنا عديت بيه من تجارب دينية وفاهمة يعني إيه أصول الألتزام وتهذيب النفس وإصلاح القلب من النفاق والرياء والعُجب وغيرها من أمراض القلوب؟ تكون حضرت حلقات علم لشبوخ وسمعت دروس دين لعلماء وصلت قيام ليالي طويلة سنين..

 

الحقيقة الاختيار صعب، بين أني أتجوز واحدة زي أميرة أعرفها من زمان وتكون قابلة تتغير فأفهمها الدين من خلال تجربتي ونبني مع بعض فكر منهجي واحد ونعيش مع بعض قصص الحب والغرام والذكريات لسنين طويلة، وبين أني أدور على واحدة ملتزمة فاهمة فقه وطالبة علم شرعي، حافظة قرآن ومعاها إجازة، متربية تربية دينية صحيحة على مدار كذا سنة، بتصلي قيام ليل وليها ورد دعاء يومي وختمة قرآن كل شهر، حتى لو مفيش بيني وبينها سابق معرفة ولا بينا أي ذكريات..

 

محتار جداً ومش عارف أقرر أصارح أميرة بإعجابي وأطلب منها تتغير، ولا أنسى وأنساها وآجي على نفسي وأستنى بنت تانية..

 

طول عمري بفكر أن البنت اللي هتجوزها هتكون مثالية، لكني خايف أندم على أميرة زي ما ندمت أني أجلت مصارحة البنت اللي كنت بحبها واتجوزت..

 

وصلنا المارينا، نزلنا من على اليخت وركبنا العربيات ورجعنا على Jaz Belevedere Resort.

My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.

“From day to day, my journey, the long pilgrimage before me. From night to night, my journey, the stories that will never be again. No day, no night, no moment can hold me back from trying. One flag, one fall, one falter, I’ll find my day maybe Far and away. One day, one night, one moment, with a dream to believe in. One step, one fall, one falter, find a new world across a wide ocean. This way became my journey, this day brings together, far and away…”

— Enya, Far and Away

Subscribe to my Newsletter

Would you like to get the occasional newsletter right to your email?