الخميس ٣١ يناير، ٢٠١٩ – الساعة ٥:٣٠ مساءاً

 

رجعنا من الyacht trip كلنا جعانين من المجهود اللي عملناه. رحنا على طول على Sakia Bar اللي بيقدم snacks للall-inclusive guests. 

 

قعدنا وجه الwaiter ياخد الطلبات.

 

سألته بيقدموا إيه فقالي..

 

الwaiter: عندنا salads وburgers وhotdog وchicken wings, وfrench fries.. وعندنا ice cream.

أنا: هاخد واحد burger وfrench fries

الwaiter: حضرتك عايزه chicken ولا beef؟

أنا: Beef

الwaiter: تمام يا أفندم

 

أنتظرنا الأكل نتحدث سوياً في مواضيع مختلفة وأنا أراقب أميرة بسمعي دون أن أنظر إليها. الحقيقة دمها خفيف جداً، وسهلة في الحوار وبسيطة وغير متكلفة.. جه الأكل فأكلنا كلنا، وأنهى كل واحد الحديث مع الآخر بأنه أنبسط بالوقت وكان يوم لطيف وكدة، وأننا قاعدين لسة وهنتقابل أكيد.. وسلمت على طنط سهام وأنكل أيمن وأميرة.

 

غادرت مع أهلي فرحاً مسروراً بالتوافق بينهم وبين أهلها، ومع هذا الشعور زاد شعوري بالحيرة من مشاعري تجاهها.

 

طلعنا الأوض غيرنا هدومنا وبعضنا نام والباقي فضل صاحي، وأنا كنت من الناس اللي فضلت صاحية.

 

قعدت أنا وأختي نتفرج على الtelevision. كنت عايز أسألها عن اللي دار بينها وبين أميرة من حوارات، لكني مقدرتش آجي على كبري وأبين لأختي أني مهتم بأميرة.

 

عدت ساعة ونصف غفلت فيهم شوية وأنا بتفرج على الtelevision. وبعدين قمت على صوت الباب بيخبط، كان بابا وكان بيصحيني عشان نصلي المغرب والعشاء جمع تأخير.

 

صلينا ولبسنا عشان نلحق وجبة العشاء ونزلنا نتعشى.

 

العشاء كان ممتاز زي باقي وجبات المطعم، وكانوا عاملين أسماك أشكال وأنواع، كان عشاء رائع ف بكل شيء، عدا أني لم أر أميرة بالمطعم.

 

بعد العشاء علطول أخدنا العربيات وخرجنا من الresort رحنا Hollywood Amusement Park عشان نلاعب إبن أخويا في الملاهي. بعدها روّحت أنا وبابا وراح أخويا وأختي ومرات أخويا وماما خليج نعمة.

 

لما رجعنا الresort بابا طلع الأوضة ورحت أنا أسأل على القصة اللي نسيتها في الreading area بتاعة Mamluk Bar. دخلت الbar واتجهت ناحية الbartender.

 

أنا: السلام عليكم

عامل الbar: وعليكم السلام

أنا: كنت نسيت قصة هنا إمبارح، عنوانها: حلم ليلة صيف

عامل الbar: تمام يا أفندم، لقيتها وشايلها عندي، لحظة واحدة أجيبها لحضرتك

أنا: ok, شكراً جداً

 

أبتعد عامل الbar بعض الخطوات ثم أخرج القصة من وراء الbar وجاء معطيني إياها. شكرته مرة أخرى، ثم فكرت أن أجلس بمنطقة القراءة أشرب شاي وأقرأ فيها قليلاً قبل أن أصعد إلى الغرفة. طلبت كوب شاي من عامل الbar ثم ذهبت أتجول أتأمل ديكور Mamluk Bar المستوحى من المعمار المصري القديم في عصر المماليك. لاحظت وجود زهرة برتقالية لطيفة على كل طاولة، تبدو لي أنها من نوع الcarnations. يقال أن النوع دا من الأزهار بيعبر عن الحب والأنبهار والتمييز، تذكرت أميرة. ويقال أيضاً أنها كانت بتستخدم في العصر العثماني في الرسم على الحوائط في المساجد التركية، كرمز للنبي صلى الله عليه وسلم. هل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الزواج من امرأة غير متدينة بشكل واضح؟ سؤال شغل ذهني.

 

…

 

وفي عالم موازي آخر..

 

بينما عمرو يتجول بMamluk Bar تأتي الكازارولة التي تراقب عمرو إلى عامل البار وتضربه بزجاجة النبيذ على رأسه، فيسقط مغشياً عليه، فتلبس ملابسه وتتنكر في شكل عامل البار، وتصنع الشاي وتفرغ به زجاجة الlove potion بأكملها..

 

…

 

وبينما أنا أتجول وأتأمل الصور الزيتية المعلقة على الحائط إذ قاطعني صوت أميرة..

 

أميرة: عمرو

أنا: أميرة..

أميرة: أزيك

أنا: الحمد لله

أميرة: لسة بتحب الفن؟ أنا فاكرة أنك زمان كنت بتروح galleries

أنا: نعم. لسة بروح على فكرة.

أميرة: ياه، دي حاجة كويسة جداً..

 

سكتنا لبعض الثواني ثم قالت أميرة:

تشرب حاجة؟

 

أنا: أنا طالب شاي

أميرة: طيب، أنا كمان هشرب شاي

 

…

 

يتجه عمرو وأميرة سوياً إلى الbar. يقول عمرو لعامل الbar..

 

عمرو: الشاي جاهز؟

عامل الbar (الكازارولة): جاهز يا أفندم

عمرو: شكراً، عايزين واحد شاي كمان

 

يعطي عمرو كوب الشاي الذي به شراب الحب إلى أميرة قائلاً لها أنه سينتظر كوب الشاي الذي سيحضره عامل الbar، فتشكره أميرة وتقول له: Merci، فتنفزع الكازارولة مما سيحدث.. وتبدأ أميرة شرب الشاي، ومع أول رشفة تشعر برغبة في الحب لأن مفعول الlove potion قد بدأ، ثم تنظر إلى عمرو فيكون أول من تنظر إليه بعد أن تشرب شراب الحب، وتبدأ تشعر بالإعجاب الشديد تجاهه..

 

ولأن الكازارولة قد أفرغت زجاجة الlove potion بأكملها في كوب الشاي الذي شربت منه أميرة فمفعول الشراب كان قوياً جداً..

 

…

 

بينما تشرب أميرة الشاي تلاحظ القصة التي بيد عمرو فتسأله عنها..

 

أميرة: بتقرأ إيه؟

عمرو: دي سلسلة مترجمة لمسرحيات شكسبير، حلم ليلة صيف.

أميرة: A Mid Summer Nights Dream؟

عمرو: نعم

 

تعجب أميرة بكون عمرو يقرأ لشكسبير

 

أميرة: غريبة أنك بتقرأ مسرحيات شيكسبير

عمرو: ليه غريبة؟

أميرة: يعني، سلفي، ملتحي، مبيسمعش أغاني، هو أنت متعرفش الإنطباع اللي الناس واخداه عن السلفيين ولا إيه؟

عمرو: معاكي حق.

 

ثم يبتسم لها ويقول:

غير أني مش سلفي..

 

تضحك أميرة

 

يسكت الإثنان لثواني يفكر كل منهما فيما سيقوله للآخر، ثم يقول عمرو..

 

عمرو: على فكرة أنا بسمع أغاني، بس في مناسبات معينة

أميرة: فعلاً؟

عمرو: ايوه.

أميرة: كويس، مش فايتك كتير يعني.

عمرو: نهائي

 

تسكت أميرة لثوان ثم تسأل عمرو

 

أميرة: بس مش فاهمة، يعني ايه بتسمع أغاني بس في مناسبات معينة؟

عمرو: شوفي، المعازف صحيح في الأصل حرام، لكن في استثناءات لكل قاعدة، الاستثناءات دي اسمها رخص، ومن ضمن الرخص في الاستماع للمعازف هي المناسبات السعيدة، زي الأعياد، الأفراح، المهرجانات، والاحتفالات..

تسكت أميرة لثواني تفكر في عمرو واعتزازه بالتزامه الديني، وكونه مميز ومختلف، حتى عن الشباب العادي، ثم تصطدم بخلافاتهما الجوهرية التي تحول دون ارتباطهما، فتحاول أن تفهمه أكثر..

 

أميرة: لكني مقتنعة أن الموسيقى حلال.. إيه رأيك في كدة؟

عمرو: هي مسألة خلافية أكيد، أنا باخد بالرأي أن الموسيقى مباحة في مناسبات معينة فقط

أميرة: تمام. أنا كنت فاكرة أن السلفيين بيرفضوا الموسيقى تماماً

عمرو: في سلفيين كدة، الفقه فيه خلاف كتير

 

يسكت الأثنين لثواني ثم تقول أميرة..

 

أميرة: مش سهل أن الواحد يلاقي حد ملتزم فكره متفتح زيك

عمرو: الموضوع راجع لثقافة الواحد قبل الإلتزام، والتنوع شيء كويس، مش حاجة وحشة أن الواحد يكون محافظ

أميرة: صحيح، بس مش سهل أن الواحد يكون محافظ، المحافظة بتيجي على جزء كبير من الحرية

 

تسكت أميرة لثوان ثم تستطرد..

 

أميرة: أنا مثلاً زي ما قلتلك فكرت كتير أتحجب، لكني مش قادرة أخد الخطوة دي.. الحجاب بالنسبالي تقييد كبير جداً لحريتي

عمرو: الحرية اللي مفيش عليها قيود تضر ولا تنفع، سواء الشخص، او المجتمع. والقيود السليمة اللي على الحرية تنفع ولا تضر..

أميرة: بمعنى؟

عمرو: بمعنى أن أنتي لازم تعرفي أن الموضوع هيكون rewarding عشان تقدري تتحجبي

أميرة: تقصد إيه؟

عمرو: أقصد مثلاً الراحة النفسية، إحساس أنك مبتعمليش حاجة غلط، دي بالدنيا..

أميرة: معاك حق، دي نقطة مهمة

 

يسكت الأثنين لثوان ثم يقول عمرو..

 

عمرو: طيب بخلاف الحجاب، هل بتشوفي نفسك ملتزمة؟

أميرة: تقصد نظرتي لنفسي؟

عمرو: نعم

أميرة: يعني.. بصلي، ببر بابا وماما، بلبس محتشم.. لكن لسة في حاجات كتير محتاجة أظبطها

عمرو: إيه ناقصك عشان تبقي ملتزمة؟

أميرة: أكيد مش هقولك

 

يسكت عمرو لثوان ثم يقول..

 

عمرو: طيب هل بتشوفي نفسك كدة في يوم من الأيام؟

أميرة: أتمنى، لكن صعب، محتاجة lifestyle modification كبير، زي ما قلت لك محتاجة سبب قوي يخليني أعمل كدة

 

يسكت عمرو لثواني يفكر في شيء يقوله لها، ثم يخشى أن يتكلف في الكلام فيؤثر السكوت. وتسكت أميرة أيضاً. ثم يمر والد ووالدة أميرة بالlobby مروراً بالbar، فتستأذن أميرة عمرو وتذهب. ويجلس عمرو في الreading area يفكر في أميرة ويقرأ في القصة..