الفصل رقم ٢: الكازارولة واللعنة السحرية

الفصل رقم ٢: الكازارولة واللعنة السحرية

الأربعاء، ٣٠ يناير، ٢٠١٩ – الساعة ٥:٥٥ ص

 

خرجت من غرفتي متجهاً إلى المطبخ. دخلت إلى المطبخ وفتحت دولاب الحلل أبحث عن الكازارولة. “الكازارولة”.. اسمها يوحى كأنها أميرة من أميرات العصور الوسطى، ذكرتني بقصة الأمير الذي تحول إلى ضفضعة..

 

أخرجتها بحرص شديد أتأملها فإذا بها منحوت على جانبها: “تقول الأسطورة أن الذي يعد وجبة الشوفان بالنسب المثالية يفك عني السحر فيتحول إلى أمير وأتحول إلى أميرة، ويتزوجني..”، ثم رأيت لمعان خفيف يمر خلال الجملة.

 

انتبهت على صوت دخول والدتي إلى المطبخ مبتسمة تحمسني لرحلتنا اليوم وتسألني إذا ما كنت حضرت الشنطة، فألتفت مبتسماً أجاوبها أن نعم ولسة في حاجات عالمنشر.

 

ألتفت مجدداً إلى الكازارولة فإذا بالجملة المنحوتة عليها قد أختفت. استغربت جداً، كانت هنا منذ دقيقة فقط..

 

وضعت الكازارولة على البوتاجاز وتأملتها أفكر فإذا مكتوب عليها يدها:

 

Caution – كوشن

Reinforced plastic kitchenware,

Can be broken easily so please take care.

Proudly made in Italy,

 

راودتني نفسي: تقول الملحوظة أن يد الكازارولة رقيقة جداً. ترى لو صدقت الأسطورة، أكن أسعد رجل بالدنيا..

 

أمسكت علبة لبن المراعي السعودية بيدي اليمنى، وعلبة الشوفان Quaker Oats الأمريكية بيدي اليسرى، أضيف منهما إلى الكازارولة، ثم وضعتهما جانباً وأخذت قبضة من زبيب العطارة الهندية ونبذتها على الأوتميل، ثم أضفت إليه ملعقة من عسل النحل.

 

غطيت الكازارولة وتركتها دقيقة تغلي، ثم أطفأت النار وذهبت إلى غرفتي لأحضر حقيبة السفر.. 

 

دخلت أوضتي، وفتحت الأيباد أشوف الto-do list اللي عاملها للرحلة.

 

… 

 

في نفس الوقت بالمطبخ، داخل الكازارولة..

 

أين أنا؟ ما هذا المكان المظلم؟! الجو حار جداً، أريد أن أخرج..

 

دفعت الكازارولة الغطاء بيديها وقفزت إلى المطبخ.. ثم خرجت إلى الصالون تبحث عن الكونسون، فلما وجدته وقفت أمامه تتزين وتغني في سعادة بالغة..

 

أخيراً أنفك السحر عني،

أخيراً سأتزوج الأمير الوسيم،

من في الدنيا أسعد مني،

ما أجمل فستان زفافي الجميل,

 

أنهت الكازارولة زينتها ثم راحت تتجول بالشقة فرأت عمرو واقفاً بغرفته بالجهة المقابلة من الcorridor يلبس sweatshirt رمادي وsweatpants كحلي ممسكاً بالموبايل في يد وببلوفر صوف off-white في يده الأخرى. أستترت الكازارولة بالcorridor مطلة برأسها تتطلع إليه في فضول وخجل أوروبا القديمة وهي تحدث نفسها:

 

ما أجمله أميري الوسيم، وما أروع الرداء الذي أختاره لحفل زفافنا، يبدو أنه من بولونا، هم معروفون بأناقتهم.. لكن ما هذا الكتاب المضئ الذي يمسكه؟ لعله يتدرب على الخطبة التي سيلقيها الليلة في حفل الزفاف، او لعله كتب لي قصيدة من أبيات الشعر.. أبتسمت الكازارولة سروراً وغنت:

 

 اه يا كازارولة ما أسعدك،

قد أتي الرجل الذي يضحكك،

الليلة بالقصر الأبيض الكبير،

حفل زفافك من الأمير.

 

سمعت الكازارولة صوت خلفها بالcorridor فألتفتت فإذا بجنية صغيرة الحجم ذات جناحين تلبس فستان ذهبي تطير في الهواء وترفرف بأجنحتها.

 

الكازارولة: ياه، من أنتي أيتها الطائرة الذهبية؟

الجنية: أنا الملكة Golden، ملكة جنيات عالم الخيال..

الكازارولة: ياه.. أهلاً بكي يا أيتها الملكة..

الجنية: اليوم أنفك عنك السحر يا كازارولة، ولكن لم ينتهي الأمر بعد، زواجك من عمرو هو الذي سيحدد مصيرك.

الكازارولة: ماذا تقصدين؟

الجنية: الأسطورة تقول أنك يجب أن تتزوجي الأمير عمرو قبل ثلاث ليال، وإلا، تتحولي إلى كازارولة مرة أخرى..

الكازارولة: أتحول مرة أخرى إلى كازارولة في المطبخ؟

الجنية: نعم، وتعودين إلى عالم الخيال، وتطبق عليكي أسطورة جديدة..

الكازارولة: لا.. لا أريد أن أعود إلى المطبخ مرة أخرى..

الجنية: إذاً يجب أن تتزوجي الأمير عمرو قبل فجر يوم السبت القادم..

 

تلتفت الكازارولة إلى عمرو وتقول:

 

 ياه، الأمير عمرو، هل سيحبني كما أحبه؟

My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.

“From day to day, my journey, the long pilgrimage before me. From night to night, my journey, the stories that will never be again. No day, no night, no moment can hold me back from trying. One flag, one fall, one falter, I’ll find my day maybe Far and away. One day, one night, one moment, with a dream to believe in. One step, one fall, one falter, find a new world across a wide ocean. This way became my journey, this day brings together, far and away…”

— Enya, Far and Away

Subscribe to my Newsletter

Would you like to get the occasional newsletter right to your email?