
الفصل رقم ٦: دعاء السفر، بين الدنيا والآخرة
الفصل رقم ٦: دعاء السفر، بين الدنيا والآخرة
وأنا بقول دعاء السفر جه في باليِ: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل) يبقى المؤمن مسافر في الحياة دي، لأن عابر السبيل بالضرورة مسافر مش من أهل المكان، وبالتالي فبيت المؤمن هو الجنة، وربنا خرجه منها مؤقتاً عشان يختبره على الأرض، فإذا نجح في الإختبار ده ربنا هيرجعه تاني بيته الأولاني، الجنة. فأنا تأملت دعاء السفر على أني مسافر من الدنيا..
“سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلي ربنا لمنقلبون.”
ربنا سخر لينا الكون دا كله، الشجر والدواب والبحر والرياح والشمس والقمر والنجوم، مطلوب مننا خلال الفترة اللي هنقضيها في الدنيا أننا زي ما بنستمتع بالكون نستخدمه لعبادة ربنا وطبعاً لا نشرك مع ربنا أي شيء ولا نساوي أي مخلوق مع ربنا سواء في الحب او الخوف او الرجاء.
“اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى.”
يا رب أرزقني في سفري إلى الآخرة الهداية والسداد والثبات على الصراط المستقيم
“اللهم هون علينا سفرنا هذا، وأطوِ عنا بعده.”
يا رب سهل عليا سفر الدنيا المتعب دا وأعني على الوصول ليك واحميني من الفتن ما ظهر منها وما بطن. يا رب خلي سفري يخلص بسرعة وأرجع بيتي الأولاني الجنة. يا رب أحيني طول ما في الحياة خير ليا، وتوفني إذا كانت الوفاة خير ليا.
“اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل.”
يا رب أنت صاحبي في سفري من الدنيا للآخرة. أنت اللي دايماً معايا، أنت اللي طول الوقت بتفهمني، أنت اللي علطول بتساعدني ومفيش حد غيرك ممكن يستحمل عيوبي الكتيرة. ويا رب بعد ما أموت هسيب أهلي ليك وأنا مطمئن.
“اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل.”
يا رب خلي طريقي في حياتي مستقيم ومنبسط زي الأسفلت اللي أنا ماشي عليه ده، مش أقعد أتكعبل في ذنوب وأنا ماشي تعطلني وتكإبني. يا رب رجاء متبعتليش إبتلائات وإختبارات كتير، مش عايز أشوف حد بحبه بيتأذي ولا المجتمع حوليا بيفسد ولا الطبيعة اللي حوليا بتبوظ. يا رب عايزك بعد ما أموت تخلي بالك من أهلي وترعاهم وتحميهم من كل شر وتخلي مصير فلوسي اللي جمعتها خلال غربتي عن الجنة في الدنيا في الخير مش في الشر.
بدأت الطريق. المسافة لشرم الشيخ ٤٧٠ كيلو.
إذا كانت شرم الشيخ على بعد ٤٧٠ كيلو وبنعتبرها بعيدة علينا ففي مقاييس البشر سفرنا للجنة بعيد جداً جداً، فالجنة على بعد ٧ سماوات، لكن الحقيقة عكس كدة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
يعني النبي صلى الله عليه وسلم يقصد أن المؤمن على وشك أنه يدخل الجنة لكن ناقصه بس أنه يموت. فبرغم أننا مادياً يفصلنا عن الجنة ٧ سماوات إلا أننا معنوياً ميفصلناش عنها إلا قليل جداً لدرجة أن المؤمن إذا فضل ثابت على الطريق إلي الله ومات على إيمانه بيبدأ يشوف النعيم بتاع الجنة من وهو في القبر.
تأملت القمر وهو بيبدأ يظهر في السما. رغم أني مرتبتش لأني أسافر بالليل إلا أني سعيد بكدة لأن السفر بالليل من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
عليكم بالدلجة ، فإن الأرض تطوى بالليل.
افتكرت الحديث فجت لي خاطرة:
إذا كان السفر بالليل بيقصر المسافة بيننا وبين المكان اللي رايحينه في الدنيا فقيام الليل بيقصر المسافة بينا وبين البيت اللي رايحينه في الجنّة.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة.
فالإدلاج هو السفر بالليل لما يكون الطريق فاضي وقطاع الطرق نايمين فنقدر نمشي بسرعة من غير ما نشغل نفسنا بيهم، ونقدر نعوض من وقت نومنا الوقت اللي ضيعناه في حياتنا. اتحمست أكتر لقيام الليل على شاطئ البحر. ثبّت السرعة القصوى، ١٠٠ كم/الساعة، ورفعت رجلي من على دواسة البنزين.

Amr Ali Ibrahim
My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.