الفصل رقم ١: ESCAPE​

الفصل رقم ١: ESCAPE

الخميس ٢٥ أبريل، ٢٠١٣ -٨:٠٠ ص

التجمع الخامس

 

صحيت من النوم فى نفس معاد صحياني كل يوم. رغم أن النهاردة إجازة رسمية إلا أن ساعتي البيولوجية رافضة تتأخر فى الصحيان.

 

ما زلت أشعر بالضيق فى صدري منذ أول أمس، كأنه لن يفارقنى أبداً. تجاهلت الشعور بالضيق وقمت من سريري رحت الحمام، غسلت وشي وأسناني ورجعت اوضتي أخدت موبايلي ونزلت الbasement.

 

دخلت الbasement، فتحت تليفزيون الliving وبدأت أقلب في القنوات الإخبارية وأنا بفكر هرتب يومي إزاي. تقريباً كل القنوات بتتكلم عن الوضع السياسي المتأزم في مصر والخلافات اللي بين الأحزاب والجماعات والنخب الفكرية.

 

عايز أخلص الروتين الصباحي بتاعي في الbasement بسرعة عشان أطلع أوضتي تاني أقعد مع أنتيمي؛ الlaptop. رغم أني طبيب أسنان إلا أن من أهدافي في الحياة هو تغيير العالم باستخدام الdigital technologies. حالياً أنا وشريكي الكندي بندور على investors لمشروعنا اللي عايزين نغير بيه العالم؛ “مدينة”، شبكة إجتماعية رقمية توحد المسلمين وتكون مجتمع مفتوح لغير المسلمين المهتمين بالتعرف على الإسلام. صحيح أنا أدمن أكبر صفحة إسلامية وعربية على فيسبوك وفيها ملايين صوتي واصلهم، لكن أني أعمل شبكة اجتماعية إسلامية منفصلة عن فيسبوك وأنقل أعضاء صفحتي ليها دا هيكون ليه تأثير دعوي أكبر. عايز ألحق اشتغل على الbusiness plan شوية قبل صلاة الظهر لأني بعدها مرتبط بمعادين مهمين جداً..

 

المعاد الأول مع أخويا وأختي. خارجين نتغدى برة مع بعض عشان بابا وماما في Alex من أمبارح بيقضوا الweekend هناك.

 

أما المعاد التاني فهو مع نفسي. النقد الموجه للسلفيين في الإعلام مأثر جداً في حالتي النفسية*، هل إحنا فعلاً متخلفين بالشكل اللي الإعلام بيمثلنا، ولا فينا ناس متحضرين ومثقفين زي الليبراليين والصوفية؟ وهل زي ما صاحبي الجديد ما قالي المفروض أني أبقى مسلم بس بدون إضافة أي أوصاف ضمنية؟ ولا مسمى “سَلفي” دا ضروري لحماية الإسلام من التعديات الفكرية اللي أصابته من العالمانية؟ كل دي أسئلة بتدور في ذهني في ظل الاستقطاب الشديد اللي حصل بعد الثورة.

 

 

غير كدة وفاة د. محمد يسري سلامة مأثرة فيا جداً. كان شخص مؤثر ومميز وقدر يوحد شباب كتير من تيارات فكرية مختلفة، جمعهم حواليه في حزب الدستور وكان ليهم وجود قوي وسط بقية القوى الوطنية. حبوه واحترموه اوي، ودا كان واضح جداً في جنازته اللي سافرت حضرتها في إسكندرية. لكن، د. محمد يسري سلامة، بقدر تميزه ونجاحه، كان شخص ثوري ومتمرد. استقال من حزب النور وأسس حزب الدستور مع نخب الليبرالية المصرية، وتمرد على حاجات كتير من ثوابت العرف السلفي. ولأن مشروع حياتي “مدينة” من أهدافه توحيد الشباب المسلم فتجربة د. محمد يسري سلامة مهمة جداً بالنسبالي أني أفهمها. هل عشان أوحد الشباب المسلم لازم أتحرر من السلفية زيه؟ وإيه هتكون هويتي لو بطلت أبقى سلفي؟

 

 

أخيراً، الأسبوع اللي فات بقيت شبه مبنمش وليل نهار بفكر في البنت اللي بحبها. هل أصارحها بحبي ليها واتقدملها؟ ولا الوقت لسة مش مناسب لكدة؟ وهل شخصيتي الانطوائية هتتحمل أن يكون ليا شريكة حياة تعيش معايا كل تفاصيل حياتي؟ ولا محتاج أتخلى عن انطوائيتي الأول عشان أقدر أتجوز؟

 

 

التدهور فى حالتى النفسية بدأ يأثر على علاقتي مع أهلي وصحابي ومعارفي، حتى شغلي، وبالتالي كل دا أثر على علاقتي بربنا. بدأت تظهر عليا علامات بداية الانتكاس من عدم الصلاة في المسجد وضيق الصدر والتوتر والقلق. أنا فعلاً محتاج وقفة مع النفس، إزاي هقدر أغير العالم وأنا مش قادر ألاقي ذاتي وأعرف حقيقة نفسي؟

 

بصيت على ترابيزة الliving لقيت صندوق ذكريات طفولتي اللي كنت طلعته إمبارح عشان أدور فيه على حاجة تجدد ثقتي في نفسي أني فعلاً مختلف وأقدر أغير العالم. الChildren’s Concise Encyclopedia وأساطيرها عن الأبطال الخارقين في الميثولوجيا اليونانية، مجلات Superman وBatman وMarvel الأمريكية، وسام الشرف اللي كانت مديرة المدرسة ادتهولي بعد ما طلعت الأول على المدرسة في السنة الأخيرة من المرحلة الأبتدائية.. هل أنا فعلاً شخص مميز وأقدر يكون ليا دور في تغيير العالم؟ ولا الإحساس دا نتاج كثرة اطلاعي على المجلات والأفلام والمسلسلات الأجنبية من صغري..؟

 

 

وإذا أنا فعلاً مقدر ليا دور كبير في الحياة فهل أنا على المنهج الحياتي المثالي اللي هيساعدني أنفذه؟ وهل البنت اللي بحبها هيا شريكة حياتي المثالية المناسبة لكدة؟ هل صح أني أفكر في الجواز بالطريقة دي؟ ولا المفروض أني أنسى أحلام الطفولة بتغيير العالم وأتجوز وأخلف وأعيش حياة الناس الطبيعية؟

 

 

حد من صحابي اللي بثق فيهم نصحني أسيب زحمة القاهرة وانشغالتها، وعالم التكنولوجي وخناقاتها، وأروح مكان بعيد مفتوح أقضي فيه يوم مع ربنا، من غير laptop ولا iPad ولا internet، زي ما كان النبي صلى الله عليه وسلم بيعمل قبل البعثة لما يحس بالوحشة ويضيق صدره من حال قومه والعداوات اللي بينهم. كان بيسيبهم ويروح غار حراء يناجي ربنا ويتفكر في حياته وحياة أهل مكة ويتأمل في الكون وخلق السماوات والأرض.

 

لاقت الفكرة قبولاً تاماً فى قلبي فعزمت على السفر. وبما أننا في نص فصل الربيع قررت أروح مارينا، تكون فرصة أغير جو وأطمن على جنينة الشاليه قبل بداية الصيف.

 

وأنا بقلب في القنوات الإخبارية جت قناة العربية. بيذيعوا لقاء عاملينه مع الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية بالإسكندرية، وبيسألوه عن موقفه من الوضع السياسي المستشكل في مصر حالياً. عايز أعرف رأيه إيه في اللي بيحصل. عليت التليفزيون وحطيت الريموت عالكنبة، وسبت الliving ورحت المطبخ أحضر الفطار.

 

فتحت التلاجة، طلعت بعض الفواكه والخضروات حطيتهم في الخلاط وحطيت عليهم كوباية تلج، وقفلت الغطى وشغلته. ثواني ووقفت الخلاط وصبيت الsmoothie في كوب زجاجي، بعدها عملت turkey club sandwich بتوست wholegrain من بتاع rich bake اللي بحبه، وأخدت السموزي والsandwich ورجعت الliving..


“I’ve been reading books of old

The legends and the myths

Achilles and his gold

Hercules and his gifts

Spider-Man’s control

And Batman with his fists

And clearly I don’t see myself upon that list

 

She said: Where’d you wanna go?

How much you wanna risk?

I’m not lookin’ for somebody

With some superhuman gifts

Some superhero

Some fairy-tale bliss

Just something I can turn to

Somebody I can miss

I want something just like this”

 

— The Chainsmokers & Coldplay, Something Just Like This

* كتبت القصة دي في شهر أبريل من سنة ٢٠١٣، قبل ثورة ٣٠ يونيو بشهرين.

My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.

“From day to day, my journey, the long pilgrimage before me. From night to night, my journey, the stories that will never be again. No day, no night, no moment can hold me back from trying. One flag, one fall, one falter, I’ll find my day maybe Far and away. One day, one night, one moment, with a dream to believe in. One step, one fall, one falter, find a new world across a wide ocean. This way became my journey, this day brings together, far and away…”

— Enya, Far and Away

Subscribe to my Newsletter

Would you like to get the occasional newsletter right to your email?