الفصل رقم ١٢: اهدنا الصراط المستقيم

الفصل رقم ١٢: اهدنا الصراط المستقيم

جميل اوي شكل القمر وهو منور طريق مصر – إسكندرية الصحراوي..

 

الليلة هي ليلة ١٥ من الشهر العربي والقمر مكتمل .. ليلة مثالية، أجمل مرة أسوق فيها على طريق سفر.

 

لسة ٢٣٠ كيلو على مارينا، جه في بالي أكمل سماع  سلسلة دروس اسمها “تفسير سورة الفاتحة” لخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبد الرزاق البدر، أعدها من كتاب شهير بنفس الاسم. السلسلة دي كانت متسجلة من دروس الشيخ في المسجد النبوي أيام الحج سنة ٢٠٠٩، وكان الشيخ بيلقيها على الناس في جلسة الشروق..

 

شغلت الدرس من الموبايل بالbluetooth على سماعات العربية. الشيخ في الدرس دا كان وصل لآية “اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ” وبدأ يفسرها. الدرس كان طويل جداً، بس برضه مفيد جداً، وجت لي شوية خواطر وأنا بسمعه..

 

سورة الفاتحة هي أهم وأعظم سورة في القرآن. يعني سورة الفاتحة هي أهم كلام في حياتنا بعد “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”. كمان سورة الفاتحة هي اختصار وتلخيص لباقي القرآن كله، وباقي القرآن كله هو تفصيل وشرح لسورة الفاتحة، عشان كدة ربنا سماها “أم القرآن”.

 

وسورة الفاتحة كلها هي عبارة عن دعاء؛ بتبدأ بحمد ربنا والثناء عليه وتعظيمه وفي النهاية بنقول الدعاء: “اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين”. والدعاء دا؛ “أهدنا الصراط المستقيم”، هو أهم وأحسن دعاء في الإسلام، عشان كدة ربنا فرض علينا أننا نكرره ١٧ مرة يومياً؛ مرة في كل ركعة من كل صلاة من الخمس صلوات المفروضة.

 

طيب إيه هو الصراط المستقيم؟

 

سأل رجل الصحابي الجليل عبد الله إبن مسعود رضي الله عنه: ما هو الصراط المستقيم؟ فقال عبد الله بن مسعود: هو صراط تركنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أدناه (يعني في أوله) وطرفه الآخر في الجنة.

 

وفي بداية طريق مصر – إسكندرية الصحراوي الطريق واسع جداً ومتسفلت كويس اوي ومستقيم تماماً، فاستشعرت أني غريب عابر سبيل مسافر من الدنيا للآخرة، وأني ماشي في طرف الصراط المستقيم اللي في الدنيا أن وفي أخر طريقي زي ما قال إبن مسعود رضي الله عنه الجنة.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المهم جداً:

 

(ضرب الله مثلا صراطاً مستقيماً

وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة

وعلى الأبواب ستور مرخاة

وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعاً، ولا تتعرجوا

وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه

 

فالصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم.)

 

ومعنى الحديث ده ببساطة هو أن ربنا سبحانه وتعالى شبه لنا الحياة اللي المسلم مسافر فيها للجنة بالطريق المستقيم. وعلى يمين وشمال الطريق المستقيم ده في سورين، وفي كل سور منهم في أبواب مفتوحة. وعلى كل باب من الأبواب المفتوحة دي في ستارة مرخية. وفي أخر الطريق في باب بينادي بكلام معناه: “يا ناس أدخلوا الطريق، متقعدوش تتعوجوا”. وفوق الطريق في صوت بينادي على المسلم إذا جه يكشف الستارة من على أي باب من الأبواب دي وبيقوله كلام معناه: متفتحوش! إذا فتحته هتدخل!

 

فالطريق هو الإسلام، والسورين هما حدود شرع ربنا، والأبواب المفتوحة هي الأبواب اللي بتدخل على الحرام، والباب اللي بينادي في نهاية الصراط هو القرآن وهو الباب اللي بيدخل منه المسلم للجنة، والصوت اللي بينادي على المسلم إذا جه يكشف أي ستارة من الستاير اللي على الأبواب هو واعظ ربنا في قلب كل مسلم.

 

تخيلت نفسي وأنا في سفري على الطريق الصحراوي كالمسافر إلى الله والدار الآخرة على الصراط المستقيم.. وتهيلت أن حدود الطريق يمين وشمال كأنها حدود ربنا اللي على يمين وشمال الصراط المستقيم، فأنا لو عديت حدود ربنا هطلع من على الأسفلت وهدخل الصحراء..

 

تخيلت أن أبواب الحرام على يمين الطريق وشماله، وعليها الستاير الي ذكرت في الحديث.. وأن الجنة قدامي وباب الجنة – القرآن – بيناديني..

 

هل معقول أني أكون على طريق سفر أقوم أسيب الطريق المتسفلت وأروح أدخل باب في الصحراء؟ دا أنا أبقى مجنون.. طيب إزاي أكون على الصراط المستقيم والجنة بتناديني وأقوم سايبه وأدخل أبواب الحرام اللي على جنبتي الصراط المستقيم؟

 

كمان أنا في سفري في الدنيا على الطريق الصحراوي مستقيم ومنتبه أني أفضل ماشي في الحارة اللي في النص ومقربش للصحراء نهائي. سألت نفسي؛ ليه في طريق سفر الدنيا بمشي مستقيم ولكن في طريق سفر الآخرة بأمشي معوج؟ ليه في طريق سفر الدنيا عارف أن الصحراء دي حاجة كئيبة ومهلكة ولكن في طريق سفر الآخرة شايفها سعادة؟ ليه في طريق سفر الدنيا مجرؤش أدخل أي طريق من الطرق اللي في الصحراء ولكن في سفر الآخرة عمال أدخل أبواب كتير؟ ليه في طريق سفر الدنيا مثبت على السرعة القصوى ولكن في طريق سفر الآخرة ماشي شوية سريع وشوية بطيء، وشوية واقف، وشوية بلف u-turn ورا u-turn في دواير؟!

 

هو أنا مش غايتي الحقيقة من السفر أني أوصل الجنة اللي في نهاية الطريق؟ طب ليه ممشيش في سفر الآخرة مستقيم على السرعة القصوى وأتجاهل كل أبواب الحرام اللي حوليا؟ ساعتها هوصل الجنة في أسرع وقت زي مانا بوصل مارينا في أسرع وقت.

 

دعيت ربنا:

 

اللهم اهدني الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم ولا الضالين..

My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.

“From day to day, my journey, the long pilgrimage before me. From night to night, my journey, the stories that will never be again. No day, no night, no moment can hold me back from trying. One flag, one fall, one falter, I’ll find my day maybe Far and away. One day, one night, one moment, with a dream to believe in. One step, one fall, one falter, find a new world across a wide ocean. This way became my journey, this day brings together, far and away…”

— Enya, Far and Away

Subscribe to my Newsletter

Would you like to get the occasional newsletter right to your email?