الفصل رقم ١٤: طريق العَالمين

الفصل رقم ١٤: طريق العَالمين

الجمعة ٢٦ أبريل، ٢٠١٣ – الساعة ١٢:٠٠

الطريق الصحراوي – الكيلو ١٠٠

 

وصلت عند لفة وادي النطرون، لفيت ودخلت طريق العالمين.

 

الطريق فاضي تماماً. الصحراء على يميني والقمر المكتمل الرائع قدامي فوق عالشمال، زي الأفلام بالضبط، فرصة رائعة للتأمل والتفكُر.

 

لاحظت أن الطريق متسفلت كويس جداً، مفيهوش نقر، وطبعاً مفيش مطبات، كدة أخيراً هقدر أثبت السرعة وأمشي براحتي مطمئن. بس برضه في مشكلة، أن مفيش معايا حد يساعدني لو حصلت لي مشكلة في العربية. “الخلوة” على طريق العلمين ليها ميزة وعيب؛ ميزتها أني لو عربيتي كفائة ومستوفية لمعايير الجودة الأوروبية يبقى ريحت نفسي من الإزعاج اللي ممكن تسببهولي العربيات التانية على طريق السفر، أما عيبها هو أن لو عربيتي فيها مشاكل يبقي أنا في خطر حقيقي لأني لو حصلي أي عطل هيبقى لواحدي على الطريق..

 

بدأت أتأمل الموضوع دا من نظرة إيمانية. لو أسقط فكرة “الخلوة في طريق العلمين” على “الخلوة في الطريق إلى الله”، هلاقي تشابه كبير.

 

أنا مثلاً في “الطريق إلى الله” بتيجي عليا فترات ألاقي نفسي في “خلوة مع الله”، بدون أي مؤثرات خارجية، لا سلبية ولا إيجابية، لا معايا صحبة صالحة ولا صحبة سوء، ساعتها الصراط المستقيم بيكون متسفلت وstraightforward زي طريق العلمين دلوقتي بالضبط، وساعتها بيبان مدى ثباتي على الدين بوضوح وبيبان إذا نفسي مستوفية ل”معايير الجودة الإيمانية”.

 

كذلك الثبات عالدين متشابه مع خاصية الESP – Electronic Stability Program اللي في عربيتي. تشابه كبير بين الESP وبين الثبات عالدين في وقت الفتن والابتلاءات. فزي ما سعات وإحنا عالطريق السريع ما بنلاقي حاجة في وسط الطريق تفاجأنا وتشتتنا وتخلينا نعمل حركة سريعة بالعربية عشان نتفاداها برضه وإحنا عالطريق لربنا بتدخل في حياتنا مؤثرات خارجية بشكل مفاجئ، هي الفتن والابتلاءات. وزي ما ممكن وأنا ماشي بالعربية أتفاجئ بعجلة كاوتش مرمية في الطريق او شبورة تنزل عليا، كذلك في الطريق إلى الله سعات بتفاجئ بأزمة مالية او مرض حد بحبه..

 

وعادة، الثبات على طريق اللي متسفلت كويس زي طريق العالمين بيكون سهل مع أغلب العربيات، كذلك الثبات على الدين في الأوقات اللي مفهاش فتن وإبتلاءات، بيكون سهل مع أغلب الناس. لكن المشكلة والصعوبة واللي بتفرّق بين واحد والتاني هو الثبات على الدين في الوقت اللي فيه فتن وابتلاءات، وبالتالي زي ما بنلاقي العربيات اللي فيها ESP ومستوفية لمعايير الأمان الأوروبية التحكم فيها سهل حتى وقت المفاجأت برضه بنلاقي الناس اللي عندها fitness في الإيمان عندها ثبات عالدين حتى وقت الفتن والإبتلاءات.

 

يمكن أنا دلوقتي في فترة فتن وإبتلاءات ومش قادر أسرع في طريقي لربنا، لكن باقي حوالي شهر على رمضان، وفي رمضان الشياطين بتتسلسل، وأبواب الجنة بتتفتح والرحمات بتنزل والفتن بتقل والناس كلها بتتحول لصحبة صالحة، عشان كدة قررت أسافر مارينا وهيا فاضية قبل مالصيف يبدأ، أصلي قيام ليل على الشاطئ وتكون وقفة مع النفس أستعد بيها لرمضان، عشان لما رمضان يجي أقدر أنطلق وأستفيد منه زي ما أنا ماشي عالسرعة القصوى على طريق العلمين المتسفلت.

My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.

“From day to day, my journey, the long pilgrimage before me. From night to night, my journey, the stories that will never be again. No day, no night, no moment can hold me back from trying. One flag, one fall, one falter, I’ll find my day maybe Far and away. One day, one night, one moment, with a dream to believe in. One step, one fall, one falter, find a new world across a wide ocean. This way became my journey, this day brings together, far and away…”

— Enya, Far and Away

Subscribe to my Newsletter

Would you like to get the occasional newsletter right to your email?