
الفصل رقم ١٩: “الطبخ” فى سبيل الله
الفصل رقم ١٩: "الطبخ" فى سبيل الله
الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠١٣ – الساعة ١:٤٥ ص
دورت العربية وطلعت بأتجاه شاطئ السيارات. أخدت الطريق من جوا مارينا عشان أفتكر ذكرياتى.
Flashback – صيف ٢٠٠٩
النهاردة دورنا فى سلسلة “عزومات الشاليهات”. النهاردة بابا وماما عازمين صحاب بابا ومراتتهم وولادهم عندنا فى الشاليه، وأنا عمال بفكر إزاى أستغل العزومة النهاردة فى أني أعمل حاجة أصلح بيها علاقتي معاهم وأحسن موقفي قدامهم.
أكيد أسهل طريقة لأنى هيا أنى أديلهم هدية.. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تهادوا تحابوا. بس أديلهم هدية إيه؟ عايز أديلهم هدية يحسوا بقيمتها المعنوية. رأيي تكون handmade، هيكون ليها قيمة كبيرعندهم. بس إيه الهدية دى؟ إيه الهدية اللى أنا أعرف أعملهالهم بنفسى؟
أها.. أنا أطبخ لهم، أنا متميز فى الطبخ.. من زمان وأنا بطبخ.. من وأنا طفل.. ماما كانت بتحطنى على رخام المطبخ أتفرج عليها، ولما تحب تلاعبنى تدينى ملح وتخلينى أرشه على الأكل.
لما كبرت شوية بقيت أدخل المطبخ وأقول لماما تشرح لى بتطبخ إزاى. أنا فاكر أول أكلة ماما علمتنى أعملها كانت الomelette، كنت ساعتها فى تالتة أبتدائى. وأنا مش شدة ولعى بفكرة الطبيخ بقيت أدخل المطبخ أعمل omelette وأحطه فى طبق وأسيبه فى التلاجة..
بعدها أختى علمتنى أعمل بطاطس بيوريه، ورز وجميع أنواع المكارونات، وأقشر وأقلى بطاطس، أسلق فراخ، وأعمل رقاق وورق عنب وفراخ pane وخضار sauté.. حاجات كتير جداً. فى الأول كنت أى أكلة بحبها بخلى ماما او اختى يعلمونى أعملها، لكن بعد فترة بقيت خبير؛ أبص بس على الأكلة أعرف أعمل زيها. بقيت متمكن ووقت ما أجوع أعمل لنفسى أكل، لدرجة أنى كنت سعات لما تكون ماما وأختى فى الشغل وأنا غايب من المدرسة بأعمل أكل للبيت.
أما فى أمتحانات ثانوية عامة أتعلمت أعمل الحلويات. كنت لما بزهق من المذاكرة بقول لماما تعمل لى حلويات فكنت ساعات أقوم أتفرج عليها وهى بتعملها وأقعد أساعدها وهيا كانت تقعد تضحك وتبقى مبسوطة جداً، من أجمل لحظات حياتى هى وأنا وماما وأختى بنطبخ مع بعض.
فى الأول علمونى الjello والcrème caramel، والfruit salad، حاجات سهلة كدة، بعدها علمونى الحلويات الشرقية زي الكنافة والجلاش، بس للأسف فشلت أني أعمل بسبوسة طعمها حلو.
المهم، تمام أنا قررت أنى أطبخ للضيوف اللي جايين الشاليه النهاردة كنوع من إبقاء الود، فأنا لأول مرة من بعد ما بقيت سلفى “هطبخ فى سبيل الله”.
أنا فاكر أني الصيف اللى فات عملت لأصحاب أخويا mille-feuille cake وعجبتهم اوى، إذن ممكن أعمل لضيوف النهاردة mille-feuille cake برضه.
بعد صلاة الظهر رحت أشتريت الحاجات اللى محتاجها من السوبرماركت ورجعت عالمطبخ عملت الcrème pâtissière وأستنيته يبرد، وبدأت براحة خالص بشوكة أعمل فتحات في الpâte feuilletée عشان الcrème يmingle معاه، وبعد ما الcustard برد حطيته بين طبقات الpâte وحطيت المربة على الوش، نص apricot ونص raspberry، وعملت creame chante حطيته فى كيس بلاستيك وقصيت طرفه وزينت الcake. كدا خلصت، دخلتها التلاجة لحد بالليل.
الناس وصلوا وأتعشينا وأكلتا الفاكهة وبعدها جه معاد الحلو. طب ايه الحلو يا جماعة؟ تورتة Mille-Feuille عمرو عاملها وحلويات شرقية من La Poire.. إيه دا، هو عمرو فعلاً عاملنا تورتة Mille Feuille؟ لأ دوقونا كدة..
اديت الكبار الأول وبعدين اديت الشباب، وكنت حريص أني أدي معتز أول واحد حتة كبيرة من النص، ولما باقي الشباب قالوا اشمعنا قلتلهم: دا كبير الشباب، لازم يتظبط..
الحمد لله بجد، الcake عجبت كل الناس، الرجالة والستات والشباب والأطفال، اللى لحق ياخد حتة تانية اخد واللى ملحقش اضطر ياكل حاجات La Poire.. لأ بهزر. لابوار جميل..
طبعاً معتز عجبته الcake جداً لأنه معروف من وهو صغير أنه بيحب الmille-feuille، وكان مبسوط أكتر باهتمامى بيه لأنى جبت له شاى وظبطه.
أما صاحب بابا اللى كان بيقولى “يا شيخ عمرو” قالى: تسلم إيديك يا عمور، جميلة اوى، علم طنط ازاى تعملهالى بقى.
وأما مراتات صحاب بابا فندهونى وقعدوا يجاملوني ويسألونى عن طريقة عمل الmille-feuille.. قلتلهم بالتفصيل وأتبسطوا مني، وبعدها قعدنا نتكلم فى الطبيخ..
طيبين اوى بجد، بس أطيب واحد فيهم هو معتز. طبعاً كالعادة ساب العزومة بدرى عشان يخرج مع أصحابه، او بالأصح صاحبته، لكن قبل ما يمشى ندهنى قالى عايز أتكلم معاك شوية، أنا قلت أكيد هيكلمنى عن موضوع “اللحية والإلتزام”، بس أتفاجأت.. طلعنا برة الشاليه ووقفنا عند عربيته لقبته بيحكيلى عن صاحبته الجديدة ولد إيه بيحبها بس مش هينفع يخطبها دلوقتى، طب إيه رأيك؟ أنا عارف أن كدة حرام، إيه الصح اللى أعمله؟ وبدأ ياخد رأيي ويطلب نصيحتي.. قلت في نفسي: سبحان الله! سبحان مغير الأحوال، أد كدة حب الناس والحرص على هدايتهم ممكن يأثر فيهم ولو بعمل بسيط جداً؟ دا بالطريقة دي ممكن الواحد يصلح العالم كله!
أهتميت جداً بالكلام اللي قالهولي. طبعاً قلت له رأيي بحب وصدق ونصيحة أخ صغير لأخوه الكبير، وهو أحترم نصيحتى جداً لأنه كان عارف أن كلامى صح وشكرنى وقالى “ربنا معاك يا عمرو، يا ريت كلنا نعرف نبطل معاصى”.
ياه.. فعلاً الموضوع أكبر من قطعة mille-feuille، الموضوع ببساطة أن اللى يصدق فى أى عمل دعوى مع ربنا يلاقى ربنا فتح له قلوب الناس.
بعد العزومة طلعت أنا Esso وراجي نعمل جولة دعوية فى مارينا نوزع فيها prints دينية.

Amr Ali Ibrahim
My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.