
..فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي
يقول الله تعالى عن مريم وزكريا عليهما السلام:
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء
فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ
سورة آل عمران/٣٧-٣٩
فجعل الله المحراب – حيث المداومة على عبادة الله – مكان تحصيل الكرامات منه سبحانه؛ فمريم عليها السلام يأتيها الرزق من الله وهي في المحارب، وزكريا تأتيه البشرى بالذرية الصالحة وهو قائم يصلي في المحراب.
ولاحظ كيف فقه زكريا عليه السلام ذلك، فلم يكتفي بدعاء الله تعالى فقط، وإنما قام يصلي في المحراب مثل مريم، لأنه فهم أن هذا أرجى أن يستجيب الله لدعائه .
فما أعظم الآيات وما أعظم العبرة.