الأربعاء، ٣٠ يناير، ٢٠١٩ – الساعة ٦:٤٥ صباحاً

جهزنا كلنا شنطنا وجاهزين للسفر. نزل أخويا من الدور العلوي ومعاه زوجته وإبنه الصغير ذو الثلاث سنوات ومعاهم شنطهم.

طلعنا أنا وبابا وأخويا معانا الشنط وورانا ماما وأختي ومرات أخويا وإبنها، نمزح مع بعضنا في سعادة وتفاؤل لرحلتنا.

سلمنا على الحارس وخرجنا من الفيلا ركبنا العربيات. ركبت أنا في كرسي السواق، اتفقت مع بابا أني هسوق الأول.

أدرت محرك السيارة واتجهت بها إلى بنزينة Mobil القريبة من الفيلا.

دخلت البنزينة..

عامل البنزينة: اءمرني يا أفندم

أنا: فولها ٩٢ لو سمحت

دايماً لما بدخل بنزينة وأنا مسافر بتجتلي خاطرة إيمانية عن التزود بالبنزين. بلاحظ دايماً أننا في سفر الدنيا بنفول التانك عشان نأمن نفسنا على الطريق، فلماذا لا نتحرى تأمين أنفسنا في سفر الآخرة؟ ليه مش بنخاف أننا بعد الموت حسناتنا متكفيش توصلنا الجنة؟

تذكرت قول الله تعالى:

وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ – البقرة: ١٩٧

وتذكرت أبيات الإمام الشافعي رحمه الله:

ستندم إذا رحلت بغير زادٍ *** وستشقى عندما يناديك المناد

أترضى أن تكون رفيق قومٍ *** لهم زادٌ وأنت بغيـر زاد؟

أنتهى العامل، حاسبته وتحركت. ركنت على جنب، ونزلنا دخلنا On The Run نشتري حاجات للسفر.

رحت على الكاشير وطلبت واحد كابتشينو كبير واثنين لبان ترايدينت، فسفري بعيد، شرم الشيخ على بعد حوالي ٤٧٠ كيلو وأنا مبزودش عن السرعة القصوى. أخدت الreceipt من عامل الكاشير واديته للعامل اللي على ماكينة الكبوتشينو. أخده مني وأداني الكابتشينو.  شكرته وبصيت على وش الكابتشينو، لقيت قلب. أفتكرت خاطرة إيمانية دايماً بفتكرها لما بشوف وش كابوتشينو عليه قبل، وهي أننا زي ما عقلنا محتاج منبهات عشان يفضل صاحي ومنغفّلش وإحنا في طريق السفر برضه قلبنا محتاج منبهات عشان يفضل صاحي وميغفلش وإحنا في الطريق إلى الله، وأنا أشتريت منبهات كتير لعقلي، فأين منبهات قلبي؟

تذكرت قول الله تعالى:

اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ , مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ , لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ.. – سورة الأنبياء: ١-٢

انتبهت على مجئ أخي لترابيزة السكر، حطيت السكر وقلبته ودوقته وتمام. أخدت اللبان والكابتشينو وخرجنا من On The Run، ووأنا في طريقي للعربية بدأت أشرب الكابتشينو، يقول الإمام الشافعي – رحمه الله:

تزوَّد من الذي لا بدَّ منه *** فإنَّ الموت ميقات العباد

وتبّ مهما جنيت وأنت حيٌّ *** وكن متنبهاً قبل الرقاد

 ركبت العربية وانطلقت مردداً دعاء السفر.