الفصل رقم ٢٤: نجم الشمال – Northern Star

الفصل رقم ٢٤: نجم الشمال - Northern Star

الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠١٣ ­ الساعة ٣:١٥ ص – مارينا، شاطئ السيارات

 

سلمت من الصلاة. الجو برد جداً، بس أنا مبسوط. بصيت في الساعة؛ ٣ وربع، بقالي ١٨ ساعة صاحي، بس فايق جداً بسبب الcappuccino بتاع On the Run.

 

باقي نص ساعة على الفجر. ورايا البحر لقيته لسة ضلمة وكئيب، لكن فوقيه النجوم، جميلة بجد، من أجمل مخلوقات ربنا.. فيها معاني قرآنية بترسم لوحة فنية عن الصراط المستقيم..

 

الأرض في الفضاء بتلف حوالين نفسها clock-wise، وإحنا عليها فبنلف معاها، عشان كدة لما بنرصد السما بالليل بنشوف النجوم بتلف في دواير anti-clockwise، براحة جداً بس بانتظام، ما عدا نجمة واحدة..

 

نجمة مميزة جداً وبتلمع اوي، ثابتة في مكانها مبتلفش في دواير، بالعكس، كل النجوم بتلف حواليها؛ هيا دي أهم وأجمل نجمة، أسمها Polaris وعلماء الملاحة الفلكية بيسموها: Northern Star – نجم الشمال.

 

السبب اللي بيخلي نجم الشمال يبان ثابت في مكانه هو أن موقعه في الفضاء موجود على الامتداد الشمالي لمحور دوران الأرض حوالين نفسها -earth’s rotational axis ، وعشان كدة أي حد في أي مكان في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يقدر يحدد اتجاه الشمال بأنه يبص ناحية نجم الشمال مباشرة.

 

أما السبب اللي بيخيلي نجم الشمال يبان بيلمع اوي هو أنه مش نجم واحد ولكن مجموعة نجوم متراكمة بس كلهم على نفس الخط فبيبانوا كأنهم نجم واحد بيلمع جداً.

 

عشان كدة لما بنصور السما بالليل time lapse وبنجمع الصور كلها في صورة واحدة بنلاقي أن كل نجمة بترسم trail ضوء في شكل دائرة الـradius بتاعها على قد بعدها عن محور الأرض، دواير جوا بعض وفي النص بالضبط: نجم الشمال، ومن هنا بدأت أرسم لوحتي الإيمانية في السما.

 

قال تعالى:

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ – الأنعام/٩٧

 

حاسس كأن ربنا بيتكلم عن الأنبياء، يعني إذا كنت خلقت ليكم النجوم عشان تهتدوا بيها في ظلام الدنيا الحسّي فطبيعي جداً أبعتلكم أنبياء تهتدوا بيهم في ظلام الدنيا الفكري.

 

وزي مإحنا في الملاحة الفلكية بنهتدي بنجم الشمال اللي هو تراكم نور نجوم كتير على نفس الخط فبرضه في الإسلام بنهتدي بنور القرآن والأنبياء والصحابة والصالحين، وكلهم على نفس الخط..

 

كمان زي ما خط مستقيم بيني وبين نجم الشمال هو الطريق اللي بيوصلني للقطب الشمالي فبرضه الصراط المستقيم بيني وبين القرآن هو الطريق اللي بيوصلني للجنة.

 

قال تعالى:

 

قَدْ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌۭ وَكِتَـٰبٌۭ مُّبِينٌۭ يَهْدِى بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَ‌ٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌ٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ – سورة المائدة: ١٦

 

أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ، أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ ۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقْتَدِهْ – سورة الأنعام: ٩٨-٩٩



رسمت خط بيني وبين نجم الشمال، وخليته رمز للصراط المستقيم. بس إيه النجوم الكتير اللي بتلف حوالين نجم الشمال دي؟ مكانها برة الصراط المستقيم، إزاي فيها نور؟ المنطقي يعني تكون مطفية مش منورة.. لكنها منورة لسبب مهم جداً؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

( ضرب الله مثلا)

ربنا ضرب لي مثال مبسط عشان أفهم طبيعة الصراط المستقيم فيزيد إيماني – وبرضه ربنا خلق آية النجوم عشان أتأمل فيها فيزيد إيماني.

 

(صراطاً مستقيماً)

طريق مستقيم

 

(وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة)

وعلى يمين وشمال الطريق المستقيم دا في سورين فيهم أبواب مفتوحة

 

(وعلى الأبواب ستور مرخاة)

وعلى كل باب ستارة مرخية

 

(وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعاً، ولا تتعرجوا)

وفى آخر الطريق المستقيم في باب واقف عليه منادي بينادى بكلام معناه: “يا ناس أدخلوا الطريق، متقعدوش تتعوجوا”

 

(وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه)

يعني فوق الصراط في منادي تاني، إذا المسلم جه يكشف الستارة عن أي باب من الأبواب ينادي عليه ويقوله: “متفتحوش! لو فتحته هتدخل!”

 

(فالصراط الإسلام)

فالطريق المستقيم دا هو الإسلام وهو الطريق اللي المسلم ماشي فيه، و في لوحتي الإيمانية هخليه الخط المستقيم اللي بيني وبين نجم الشمال.

 

(والسوران: حدود الله)

والسورين اللي يمين وشمال الطريق هما حدود شرع ربنا، و في لوحتي هو أي مكان يمين او شمال الخط المستقيم اللي بيني وبين نجم الشمال.

 

(والأبواب المفتحة: محارم الله)

والأبواب المفتوحة هي الأبواب اللي بتخرّج من الصراط وبتدخل على المعاصي والمحرمات، يبقى في لوحتي هخلي النجوم الكتير اللي حوالين نجم الشَمال كأنها مسلمين دخلوا أبواب الحرام يعصوا ربنا فخرجوا من الصراط المستقيم، ولما خرجوا بقوا يلفوا في دواير بيحاولوا يرجعوا تاني..

 

(وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله)

والمنادي اللى بينادى فى آخر الصراط هو القرآن وواقف على باب الجنة بينده على المسلمين اللي خرجوا من الصراط عشان يرجعوا ويبطلوا معاصي..

 

وأنا في لوحتي على الأرض وباصص لنجم الشَمال في السما، فالأرض في لوحتي هيا الحياة الدنيا وأنا عايش فيها، والسما هي السماء السابعة وفيها الدار الآخرة..

 

وزي ما سماء الدنيا فيها نجوم الشمال على نفس الخط فالسماء السابعة فيها اللوح المحفوظ وفيه القرآن وفيها الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين كلهم على صراط مستقيم آخره الجنة وكلهم ليهم نور زي نجم الشمال عمالين بيندهوا عليا وعلى النجوم اللي بتلف في دواير عشان نسيب المعاصي ونرجع الصراط المستقيم..

 

(والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم.)

والصوت اللى بينادى على المسلم إذا جه يكشف أى ستارة من الستاير اللى على الأبواب هو واعظ ربنا فى قلبه، وفي قلب كل مسلم، قال تعالى: وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور – النور/٤٠، وهوا دا السبب أن ف لوحتي النجوم اللي بتلف في دواير لسة فيها نور، ودا في اللوحة معناه أن المسلمين اللي بيعصوا ربنا رغم انحرافهم عن الصراط إلا أن لسة قلوبهم فيها خير وممكن يرجعوا.

 

وكأن أنا نجمة من النجوم دي. ربنا اداني النور من غير ما أطلبه، اتولدت لقيت نفسي مسلم، بس بقالي سنين بلف في متاهة المعاصي. صحيح لسة فيا نور من اللي ربنا اداهولي، بس لو مستخدمتوش عشان أرجع الصراط ربنا ممكن ياخده مني، ساعتها إيماني هينتهي وهخرج من الإسلام ومن بين النجوم..

 

لأن زي ما النجوم كل ما بتبعد عن نجم الشمال بتلف في دواير أوسع برضه أنا كل ما أبعد عن الصراط المستقيم بعمل معاصي أكبر، فإيماني يقل أسرع، وأتوه أكتر..

 

وزي ما ف لوحتي في نجوم وهيا بتلف في دواير بتنزل تحت خط الأفق وتختفي ورا الأرض او البحر برضه أنا لو فضلت أبعد وأبعد أكيد في يوم هوصل للشرك او الكفر او الإلحاد، فأضل وأخرج من دائرة الإسلام..

 

مشهد محزن جداً أن نجمة تختفي تحت خط الأفق.. إزاي رمز السمو والهداية في السما يتوه تحت الأرض او في قاع البحر؟ مشهد مليان عبرة لدرجة أن ربنا أقسم بيه في القرآن، والعجيب أن ربنا بعد القسم دا اتكلم عن الضلال، قال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى – النجم/١-٢

 

أما النجوم اللي بتظهر من تحت خط الأفق وترتقي في السما فهيا ف لوحتي المسلمين الجدد، ربنا هداهم للإسلام وهما قبلوا الهداية واهتدوا فخرجوا من الظلمات “بالنور” للنور.

 

مفارقة ملفتة جداً بين النجوم اللي بتخرج من السما وتختفي تحت خط الأفق وبين النجوم اللي بتدخل السما من تحت خط الأفق، قال تعالى:

أَوَمَن كَانَ مَيْتًۭا فَأَحْيَيْنَـٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُۥ نُورًۭا يَمْشِى بِهِۦ فِى ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍۢ مِّنْهَا ۚ كَذَ‌ٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَـٰفِرِينَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ – الأنعام/١٢٢

 

وأخيراً، عشان اللوحة تبقى كاملة، فهضيف ليها المنافقين. المنافقين بيعيشوا وسط المسلمين يظهروا الإسلام مع أن هما في الحقيقة كافرين، فهخليهم في لوحتي شُهب السما اللي بتنور فجأة وسط النجوم بس بعد ثواني قليلة بتنطفئ، لأن ربنا وصفهم في سورة البقرة أن نورهم مفتعل ومؤقت، قال تعالى: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ – البقرة/١٦-١٧

 

وزي ما شهب السما لما بتظهر فجأة بتخطف انتباه أغلب الناس وينبهروا بيها وتشغلهم عن النجوم برضه للأسف كتير مننا لما بنشوف المنافقين في المجتمع بيعجبونا وننبهر بيهم ويشغلونا عن القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحين، بس اللي فاهم السما كويس ومتعود عليها بيبص للشهاب بشفقة لأنه عارف أنه من بقايا نجم مات وانفجر من زمان، نسأل الله الثبات.

 

جميلة اوي لوحتي. trails النجوم فيها بتلخص قصة من الإيمان للكفر، وتحت خط الأفق بقية القصة من الكفر للإيمان. عايز بعد ما أصورها أعرضها في gallery زي الفنانين والناس يروحوا يتفرجوا عليها فأحكيلهم عنها وأقولهم:

 

“وفي آخر كل يوم ربنا بيخلي الشمس تغرب وتظهر آية النجوم، ويفضل وضوحها يزيد لحد ما توصل لأوضح حاجة في الـmidnight – جوف الليل، ودا الوقت اللي النبي صلى الله عليه وسلم قال أنه أفضل معاد لقيام الليل، قال صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل.”، شعور جميل لما نلاقي الكون متوافق مع دينا، دا من الدلائل أن اللي خلق الكون هو اللي نزل القرآن وهو اللي بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وبعد جوف الليل تبدأ آية النجوم تختفي بالتدريج لحد ما تروح خالص مع الفجر، ساعتها تشرق آية الشمس ويبدأ يوم جديد بآية جديدة للناس اللي كانت نايمة وقت قيام الليل.

 

ونفضل كدة يوم ورا يوم لحد ما نموت، ويوم القيامة نشوف باقي اللوحة زي ما ربنا وصفها في سورة الحديد:

 

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ – الحديد: ١٢



ممتع اوي علم الفلك. مليان معاني تقرب لربنا، لكن للأسف زي حاجات كتير ربنا اداهلنا عشان نقرب ليه بيها استخدمناها العكس تماماً دلوقتي بقى أغلب الناس علاقتها مع النجوم لا تتعدى الـhoroscopes، اللي هيا أصلاً حرام، حاجة تحير وتزعل بجد..

 

الفجر قرب يأذن، يدوب ألحق أصلي الشفع والوتر.


“How great the wonders of the heavens,

And the timeless beauty of the night

How great, then how great the creator?

 

And its stars like priceless jewels far beyond the reach of kings

Bow down for the shepherd guiding him home.

 

But how many eyes are closed to the wonder of this night,

Like pearls hidden deep beneath a dark stream of desires.”

 

— Cat Stevens, God Is The Light

My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.

“From day to day, my journey, the long pilgrimage before me. From night to night, my journey, the stories that will never be again. No day, no night, no moment can hold me back from trying. One flag, one fall, one falter, I’ll find my day maybe Far and away. One day, one night, one moment, with a dream to believe in. One step, one fall, one falter, find a new world across a wide ocean. This way became my journey, this day brings together, far and away…”

— Enya, Far and Away

Subscribe to my Newsletter

Would you like to get the occasional newsletter right to your email?