
الفصل رقم ٣٥: Summer Lovin’
الفصل رقم ٣٥: Summer Lovin’
أنهى الإمام خطبته الرائعة التي أفادتني جداً. ثم أقيمت الصلاة وصلينا وخرجت من المسجد.
دايماً كنا بنسمع الشيوخ بيتكلموا عن أن الواحد لما يعمل معاصي قلبه بيفسد، لكن النهاردة الإمام في الخطبة لفت نظري لمعنى أهم من كدة كمان، أن أفعال الجوارح هيا اللي بتعرفنا إيه حقيقة اللي في قلبنا.. بمعنى أني لو عملت ذنب بجوارحي يبقى قلبي هو اللي فيه مشكلة. وعشان أبطل ذنوب ومعاصي لازم أنتبه لقلبي وأصلحه.
بصيت للسما، الشمس ساطعة وسحاب قليل حولها، جو الربيع الرائع اللي بحبه. دلوقتي هعمل إيه؟ فكرت أكمل جولتي في مارينا وأسترجع ذكرياتي القديمة. فكرة كويسة.. أبدأ منين؟
جه في بالي أني أعدي على مكان قضيت فيه صيف مميز جداً، هو The Spot Beach اللي بين بوابة ٦ وبوابة ٧. ليا هناك ذكريات كتير ممكن أتأملها وأستفيد منها. فكرة ممتازة. ركبت العربية وأتحركت بأتجاهه.
الbeach دا أكتشفناه في ٢٠٠٦ لما زهقنا من أرتفاع أسعار الprivate beaches زي La Plage وTahiti وكدة. ساعتها بدأنا ندور على beaches جديدة في مارينا تكون لسة مش private، ولقينا المكان دا بين بوابة ٦ و٧. بدأنا كل واحد يكلم صحابه لحد ما بقى الbeach معروف وزحمة اوي. ساعتها كنا لما بنتكلم عنه بنقول: The new spot، فمع الوقت بقى أسمه: The Spot.
وصلت The Spot Beach وركنت في الparking اللي جنبه زي زمان في نفس المكان اللي كنت لما باجي مع أخويا وصحابي بنركن فيه. قفلت موتور العربية وقعدت ثواني قبل ما أنزل منها، حاسس بnostalgia لأيام زمان ومستغرب كدة جداً، لأن الشاطئ دا كان معروف أنه دايماً مليان شباب وبنات وجو كدة من اللي مش بحبه دلوقتي، لكن شيء جوايا لسة مرتبط بيه.
نزلت من العربية ومشيت ناحية الشاطئ. المكان فاضي خالص على عكس زمان. وقفت على السلالم اللي بتنزل للbeach أفتكر ذكرياتي هناك، وأول حاجة أفتكرتها كانت قصتي مع بنت اسمها مريم في صيف ٢٠٠٧.
مريم هيا بنت من مدرسة الBBC أصغر مني بسنة كانت معايا فى درس الchemistry في الhigh school. ساعتها شخصيتها كانت عجبانى اوى، شاطرة وهادية ومؤدبة وشيك وصحابها كتير، وكانت جميلة جداً وكان معاها نظارة بتشيلها في شنطتها وبتلبسها بس لما الحصة تبدأ. النظارة كانت بتخليها شبه Skylar صاحبة Matt Demon في فيلم Good Will Hunting.. الشيء اللي خلاني أعتبرها some kind of a cool nerd that’s hard to find..
المهم مرة في الدرس قعدنا جنب بعض، وأنا كنت دايماً بيبقى معايا هولز بشيله في جيبي وبطلعه أخد منه وأنا في الدرس، فهيا طلبت مني واحدة هولز فأديتها. وكنت بحب أرسم وأنا في الدرس قبل ما الشرح يبدأ، وكنت اليوم دا راسم الlogo بتاع The Lord of The Rings، فقالتلي أن الرسمة عجباها اوي وأنها هيا كمان بتحب Lord of The Rings.. وأنا كان نفسي تكلمني أصلاً فكانت فرصة نتعرف واتكلمنا شوية، وبقينا بعد كدة لما بنشوف بعض بنسلم على بعض.. لكن دا كان في نهاية تالتة ثانوي أيام المراجعات فبعدها جت الامتحانات وخلصت الدراسة ومشفتهاش تاني.. لحد ما بعدها ب٣ سنين في يوم من صيف ٢٠٠٧ ما شفتها هنا على The Spot Beach..
الصيف دا كنت خلاص دخلت الجامعة، كلية طب الأسنان، وفي اليوم دا كنت مع ٢ صحابي من بتوع الجامعة وكنا قاعدين على الbeach وبنتكلم وبنضحك، وفجأة، لقيت مريم معدية وقعدت قدامنا على بعد ٢٠ متر كدة. كانت لابسة تي شيرت وhot shorts وكان شكلها مختلف اوي عن زمان، لكن أنا افتكرتها على طول وعرفت أنها هيا.
قلت لصحابي فقالولي روح سلم عليها، لكني كنت متردد جداً لأن دا كان أول صيف يجي بعد ما أحمد صاحبنا أتوفى فكنت بالفعل بدأت أبقى متدين إلى حد كبير وبحاول معملش حاجات حرام، كمان بقالي ٣ سنين مشفتهاش فممكن متفتكرنيش.
فضل صحابي يقنعوني أني أقوم أسلم عليها لكني من جوايا مكنتش متحمس، خصوصاً بعد ما قلعت الt-shirt والshort وبقت لابسة بيكيني، لأن أصلاً أنا اللي كان عاجبني فيها زمان أنها مؤدبة وnerd، لكنها دلوقتي بقت منطلقة ومنفلتة.. وأنا العكس بقيت متدين، فإيه الفايدة من معرفتها؟
وفعلاً مسلمتش عليها.. وعدى الweekend دا. لكني لما رجعت القاهرة حب الأستطلاع خلاني فتحت hi5* ودخلت الprofile بتاعها أشوف دخلت كلية إيه وحياتها عاملة ازاي وأعرف عنها أكتر. لقيت أنها دخلت Faculty Of Economics and Political Science وبقت liberal جداً، فشفت أنها مش مناسبة ليا نهائي وأننا أبعد ما نكون عن بعض. المهم hi5 كان فيه feature أن لما حد يدخل عند حد الحد التاني دا بيعرف، فهيا جالها notification أنAmr visited your profile، فأفتكرتني وبعتتلي تقولي ما معناه مش تسلم وكدة. أنا طبعاً فرحت جداً لأني كنت معجب بيها، لكني زعلت برضه جداً في نفس الوقت لأنها كانت مش متدينة نهائي وأنا الدين حاجة أساسية بالنسبالي. المهم أنا رديت عليها أني فاكرها وشفتها في spot beach في مارينا الweekend اللي فات وكنت عايز أسلم عليها بس كنت متردد عشان بقالنا ٣ سنين متقابلناش فحسيت أني هبقى intruder. هيا ساعتها رحبت بيا جداً وقالتلي طب ليه كدة وحجات إيجابية وقالتلي لو شفتني تاني أبقى تعالى سلم عليا.
وبدأنا نتكلم، وكنت أنا بblog من ساعتها وكنت مشهور شوية على hi5، وكنت بكتب حجات دينية بفكر مختلف شوية عن المعهود متأثراً بثقافتي الشرقية والغربية مع بعض. المهم هيا دخلت قرأت الحجات اللي كنت بكتبها في الhi5 Journal بتاعي، وعلقت على كذا حاجة وبعتتلي قالتلي أن شخصيتي مزيج غريب بين التدين والثقافة مختلف عن أي حد تاني وأنها عاجبها الjournal بتاعي جداً. أنا طبعاً فرحت جداً بكلامها وأخدنا الmsn messenger بتاع بعض وبدأنا نتكلم أكتر. وفضلت بقية الأسبوع أفكر فيها وأسمع أغنية ‘Summer Lovin بتاعة John Travolta في فيلم Grease ومستني لما الweekend يجي عشان أقابلها.
وفعلاً عدى الأسبوع وبدأ الweekend اللي بعده وكنت أنا وصحابي في spot بنلعب rugby على الbeach، وفجأة وصاحبي بيحدفلي الكورة من بعيد شفت مريم دي نازلة الbeach عالسلالم. طبعاً أنا سرحت ونسيت الكورة لثواني وقعدت أفكر في ما سيكون من أحداث عاطفية ورومانسية، وبعدين أنتبهت على صوت صاحبي بيناديني، فبصيت ناحيته لقيت كورة الrugby جاية من فوق نازلة عليا، وكانت الكورة هتخبط في دماغي فرفعت إيدي بسرعة عشان أصدها بس ملحقتش أصدها صح فالكورة جت في صباعي أيدي اليمين الكبير جامد جداً فأتكسر. صباعي وجعني جداً ورحت مع صحابي المستشفى أتجبست في أيدي، وطبعاً معرفتش أسلم على مريم وأقعد معاها.
والحقيقة كسر صباعي دا فكرني بكسر رجلي في ٢٠٠٣ اللي حكيت عنه قبل كدة وإزاي أثر في حياتي جداً، وكان التفسير الوحيد اللي وصلته ساعتها هو أن ربنا مش عايزني أقابل مريم وأخرج معاها، لأن ربنا بيحمينا من شيطاننا وخططنا السيئة لنفسنا.
العجيب أني بعد سنة في رمضان شفتها خارجة من صلاة التراويح في مسجد بلال اللي في مدينة نصر. ساعتها كان hi5 بقى مش مشهور ومحدش بيدخله وبقى Facebook هو الtrend فدخلت ودورت عليها ولقيتها، ولقيت أنها أتحجبت فعلاً وبقت متدينة. بعتلها فقالتلي أني كنت سبب في هدايتها بالblog posts اللي كنت بكتبها على hi5 وقعدت تشكرني، ولما بدأت أتكلم معاها أكتر قالتلي أنها مخطوبة. طبعاً أنا فرحت ليها جداً وهنيتها، وأنتهت قصتي معاها على كدة.
اللافت لنظري دلوقتي وأنا هنا في spot بتأمل ذكرياتي مع مريم أن إزاي ممكن الواحد يكون بعيد عن ربنا اوي وربنا يهديه حتى بكلام بسيط زي اللي كنت بكتبه زمان. أفتكرت الفأر Remy اللي كان بيضيف حجات بسيطة على طبيخ تلاميذ Gusteau يخليه مثالي. للأسف من ساعة الثورة بطلت أكتب الحجات الدعوية الجميلة اللي كنت بكتبها زمان. Anton Ego اللي جوايا خلى كل كتاباتي نقد غير بناء لأصحاب المناهج الدينية والاتجاهات السياسية الأخرى.
أنا خدت قرار، لازم أرجع أكتب حجات دعوية تاني بأسلوبي الجميل بتاع زمان، وأول حاجة هكتبها هيا قصتي مع التدين، هكتبها وأنشرها للشباب عشان يستفيدوا منها ويتعلموا من أخطائي، وبكلامي البسيط أتمنى أقدر أغير فيهم ويبقوا مثاليين.
أنا جعان. جتلي فكرة أني أروح Porto Marina أتغدى في Carino’s وأتأمل ذكرياتي هناك. فكرة رائعة. أدرت ظهري للشاطئ متجهاً إلى سيارتي، وأنا أفكر في أسم القصة التي سأكتبها وتفاصيلها وأنا متحمس وأقول في نفسي: مين كان يفكر أن مارينا التي ضاع فيها عمري بين الغفلة والمعاصي هتكون سبب هدايتي مرة تانية.. تذكرت قول الله تعالى:
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ – سورة الحديد/١٧
ركبت العربية وانطلقت باتجاه بورتو مارينا.
“Summer loving had me a blast
Summer loving happened so fast
I met a girl crazy for me
Met a boy cute as can be
Summer days drifting away
To, oh, oh, the summer nights
Well-a well-a well-a, huh
Tell me more, tell me more
Did you get very far?
Tell me more, tell me more
Like does he have a car?
Summer sun, something’s begun
But, oh, oh, the summer nights”
— John Travolta & Olivia Newton-John, Summer Nights, Grease
* hi5 هيا social network زي Facebook كدة بس كانت قبل فيسبوك وكانت أجمد حاجة ساعتها لأن فيسبوك كان لسة بادئ فمش كل الناس عليه.

Amr Ali Ibrahim
My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.