
الفصل رقم ٥: لو كان عندي حصان
الفصل رقم ٥: لو كان عندي حصان
خلصت تمرين وبعدها أخدت shower وطلعت أوضتي فتحت اللاب وقعدت أشتغل على business plan مشروع مدينة.
وأنا شغال عاللاب رن جرس الباب. أختي رجعت من المستشفى. الساعة بقت ١١ والمفروض إني نازل مع اخواتي الساعة ١١ ونص، يدوب الحق ألبس. للأسف مقدرتش أشتغل كتير على مشروع مدينة، وبعد الخروجة أنا مسافر ومش راجع غير بكرة بالليل هيكون الweekend خلص. لكن مش مشكلة، أني أشتغل على نفسي وقلبي أهم من أني أشتغل على مشروع مدينة، لأني من غير ما أوصل للمثالية مشروع مدينة مش هينجح.
قمت قفلت باب الأوضة وغيرت هدومي، ولما فتحت باب الأوضة كان أخويا جه من الشغل. نزلنا أنا وأخويا الbasement نلعب بلياردو على ما أختي تجهز.
دقائق وأختي جت. الآن جاهزين. أتجهنا لباب الجراج وخرجنا بأتجاه عربية أخويا. حاولت أني مبصش على عربيتي حتى لا توبخني عجلة الاستبن، إلا أن عيني غصب عني وقعت عليها. مرة أخرى، تذكرت ذنبي. كأن الله يريد أن يوحى إلي من خلال لصقها التحذيري الأصفر آية سورة التوبة:
أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ
غضدت عيني عن الكاوتش وركبت عربية أخويا، وانطلقنا إلى مطعم “كمُنَّة” اللي في شارع النزهة في مدينة نصر.
الطريق كان زحمة كعادة مدينة نصر، بل زحمة أكتر من المعتاد لأن النهاردة الخميس. وبما أني إنطوائي فأنا مبحبش الزحمة، وبسبب حالتي النفسية المتدهورة مش قادر أستحملها. فوق كدة حالتي العاطفية مزرية، قربت على ٢٧ سنة ولسة متجوزتش، جايز دا طبيعي في عرف المجتمع المصري، لكن بالنسبالي مش طبيعي نهائي. من التغيرات النفسية اللي حصلت لي مؤخراً بسبب البنت اللي بحبها هي أني بقيت أبص لكل حاجة بنظرة عاطفية، خصوصاً الأسبوع اللي فات ده. الرجل الفرنسي اللي جوايا بدأ يتحرر ويغني أغنية فرنسية قديمة كنت بسمعها قبل ما أبقى سلفي..
Les murs sombres aux reflets gris
La ville sans nom bercée par l’ennui
Toi tu rêvais d’être ébloui
فعلاً أنا حاسس أني محبوس. مليت روتين الحياة اليومية. زهقت من زحمة الشوارع وكلاكسات الميكروباصات.. تعبت من الإشارات والمطبات.. كرهت جدال الأحزاب والتيارات.. حسيت أني عايز العربية تتحول لحصان أركبه وأجري بيه فوق العربيات، وأهرب ..
لقيت صوت جوايا بيغني:
لو كان عندي حصان .. لهربت من فوق الجدران
ولجُلت الدنيا بلا عنوان .. وحررت بلاد الظلم من الطغيان
ومحوت حدود البلدان .. ووحدت شعوب الأوطان
وجعلت دستورهم القرآن .. ووفيت حقوق الإنسان
وحررت العقل، وعمرت الأرض، وغرست النخل في كل الوديان
ولنحت الحب كالفنان .. ولونت العالم بالألوان
وسلمته لأهل الإيمان .. وجيش من أشجع فرسان
ولجمعت الطير ببستان .. وعلمت حصاني الطيران
ولذهبنا لمملكة النسيان .. لننقذ بنت السلطان
ولدخلت القصر، وصارعت الوحش، وألقيته في قلب البركان
ولحررتها من خلف القضبان .. وأريتها فيروز الشطآن
وكتبت بقصتي عبر الأزمان .. أن كذبت قارئة الفنجان
ولرقصت كل الأحجار .. فتحرك قلب الأشجار .. وزاد جمال الأزهار..
وصلنا. رغم أن الطريق إلى “كمُنَّة” مياخدش ٢٠ دقيقة إلا أننا بسبب زحمة القاهرة يوم الخميس وصلنا في ساعة. ركنا قدام المطعم ودخلنا.

Amr Ali Ibrahim
My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.