الفصل رقم ٩: رحلة البحث عن الحب والذات والمثالية

الفصل رقم ٩: رحلة البحث عن الحب والذات والمثالية

وصلنا البيت، نزلت من العربية وأتجهت إلى مدخل الفيلا وأنا عارف أن “عجلة الاستبن” على يميني، مبقتش محتاج أشوفها عشان أفتكر الذنب اللي عملته مساء الثلاثاء.

 

طلعت الشقة، أتأخرت كتير عن معاد سفري بسبب الطريق اللي كان زحمة، وكمان لسة محتاج أغير الكاوتش. أكلت الgateau بسرعة وغسلت أسناني وأخدت جاكيت أسود وتي شيرت بولو بيضاء ومصلية في شنطة backpack سوداء واتجهت لباب الفيلا مغادراً.

 

خرجت من الفيلا متجهاً إلى سيارتي ناظراً إلى “عجلة الاستبن” بعزيمة وإصرار وبخاطري قول الله تعالى:

وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ..

 

ركبت العربية ورحت أغير الكاوتش الاستبن قبل ما أطلع على الطريق. خلص العامل تغيير الكاوتش والمغرب بيأذن. صليت المغرب في أقرب مسجد وطلعت صدقة بنية أن ربنا يوفقني في رحلتي، وأخدت العربية وأتحركت.

 

أخدت كوبري أكتوبر من طريق النصر في طريقي لكارتة طريق مصر – إسكندرية الصحراوي. أتصلت بيا ماما توصيني أمشي بهدوء وأخلي بالي ومزودش عن السرعة الرسمية. بعد ما قفلت مع ماما بدأت أفكر في رحلتي..

 

باقي أقل من شهر على رمضان ولكن قلبي لسة مش مستعد. زمان كنت بستعد لرمضان ببرنامج ال١٠٠ يوم بتاع الشيخ هاني حلمي، لكني السنادي يدوب بكافح عشان أتجنب الإنتكاس.. مفارقة محزنة..

 

ذنبي الذي أذنبته بعد طول إنقطاع مساء الثلاثاء يشغل تفكيري ليل نهار.. ينذر بكارثة. هو أنا بتقدم ولا بتأخر؟ هل المفروض أن لما رمضان يقرب إيماني يزيد ولا أتعمق في الغفلة؟ صحيح أنا تبت من كل الذنوب من أربع سنين وبدأت طريق الإلتزام لكني الأسبوع ده أكتشفت أن توبتي دي كانت غير كاملة، ودلوقتي بعد سنين طويلة بدأت عيوبها وعللها تظهر، بالظبط زي ما الشيخ محمد حسين يعقوب ما كان بيقول في سلسلة أصول الألتزام أن دا هيحصل. عشان كدة أنا لازم أقف مع نفسي وقفة وأتوب توبة حقيقية كاملة. لكن هتوب على أنهي منهج، أنا أصلاً متخبط ما بين الاستقطاب اللي حاصل في المجتمع المصري، خصوصاً أن منهجي السلفي منجحش في أنه يخليني محافظ على البعد عن المعصية.

 

ربنا معاه مفتاح قلبي وهو الوحيد اللي يقدر يسمح لي أتوب ويهديني للصراط المستقيم الحقيقي، لكن هو عايز مني دليل عملي على أني صادق في طلب التوبة ومعرفة المنهج السليم. لسة شهرين على بداية الصيف ومارينا دلوقتي فاضية خالص، عايز الليلة أصلي قيام ليل على شاطئ البحر اللي ضيعت عمري عليه في المعاصي والذنوب، وأتوب لربنا في نفس المكان اللي بدأت فيه رحلتي مع المعاصي والذنوب مع بداية سن المراهقة.

 

صحيح أنا صارعت نفسي الأمارة بالسوء في الماضي وهزمتها، لكن من خوفي دفنت الماضي وهربت من مارينا ومن كل الناس اللي كانت في حياتي، أصحابي وأقاربي. بقالي سنين حاسس بالفتن في قلبي بتندهني وبتجاهلها، بس ليه أصلاً يكون في صوت للفتن عندي؟ دلوقتي فهمت، لأني كتمت الفتن جوايا مش طلعتها من قلبي. أنا بعد ما فهمت ديني وبنيت إيماني هرجع للماضي في نفس المكان اللي دفنته فيه عشان أفهم أنا ليه هربت منه، وبعدها أكتب قصة ألتزامي وتجربتي وأنشرها عشان يستفيد منها الشباب المسلم.

 

مشروعي اللي عايز أغير بيه العالم، مشروع مدينة، هدفه أنه يساعد الشباب المسلم، بس إذا كنت مش عارف أساعد نفسي، إزاي هعرف أساعدهم؟ لازم أحرر نفسي الأول.

 

الجنة صحيح كبيرة لكنها درجات. الصياد الطموح بيدور على أقوى وأجمل نمر في الغابة وبيخليه هدف ليه أنه يصطاده عشان يروده ويساعده. الغابة فيها صيادين كتير، بس الصياد المنتبه بيراقب باقي المنافسين عشان محدش يسبقه. الصياد الصادق مبينامش بالليل وإنما بيجتهد عشان يقرب لهدفه، زي المؤمن اللي بيقيم الليل كله يقدم عبادات لربنا عشان يقرب للجنة وباقي الناس نايمة، أما الصبح فالصياد الصادق بيقاوم النوم والشهوات وبيضحي بأي حاجة تعطله عن هدفه مهما كان بيحبها، زي المؤمن اللي بيوصل الليل بالنهار وبيصبح الصبح يعمر في الأرض ويقاوم فتن الدنيا. الصياد اللي بيعمل كدة هو اللي بيفوز باصطياد أقوى وأجمل نمر، زي المؤمن اللي بيفوز بأعلى وأجمل مكان في الجنة، أما باقي الصيادين اللي فشلوا بيكملوا منافسة على نمر تاني أقل قوة وجمال، وفي صيادين منتهى أجتهادهم شجرة يستظل بيها في الجنة. والصياد اللي بيتعب او يزهق او يغفل عن أنه صياد في الغابة فريسته هيا اللي بتصطاده وبتقضي عليه.. زي المؤمن، اللي لو غفل لحظة عن أنه في حرب مصيرية بين الخير والشر الفتن بتقهره وبتخلي مصيره النار مش الجنة. هيا دي قصة الحياة والوصول للنعيم او العذاب في الدار الآخرة، وأنا طموحي الفردوس الأعلى.

 

“So many times it happens too fast

You trade your passion for glory

Don’t lose your grip on the dreams of the past

You must fight just to keep them alive

 

It’s the eye of the tiger, it’s the thrill of the fight

Risin’ up to the challenge of our rival

And the last known survivor stalks his prey in the night

And he’s watching us all with the Eye of the Tiger”

 

— Survivor, Eye of the tiger

 

My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.

“From day to day, my journey, the long pilgrimage before me. From night to night, my journey, the stories that will never be again. No day, no night, no moment can hold me back from trying. One flag, one fall, one falter, I’ll find my day maybe Far and away. One day, one night, one moment, with a dream to believe in. One step, one fall, one falter, find a new world across a wide ocean. This way became my journey, this day brings together, far and away…”

— Enya, Far and Away

Subscribe to my Newsletter

Would you like to get the occasional newsletter right to your email?