
الفصل رقم ١٧:Beach Da3wah
الفصل رقم ١٧:Beach Da3wah
الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠١٣ – الساعة ١:٤٠ ص
بدأت أدور على المكان اللي هصلي فيه قيام الليل.
اول مكان جه في بالي كان شاطئ أعرفه بين Grand Café و La Plage كنا بندخل انا واصحابي عليه بعربياتنا نقعد فيه بعد الفجر.
رحت الشاطئ ده لكن للأسف لقيته مقفول، فقعدت أفتكر ذكرياتي هناك..
بعد ما خلصنا مقرأة سورة العنكبوت نزلنا أنا وراجي وEsso الحملة دعوية نوزع مطويات للشباب اللي على الشاطئ دا. الشباب كانوا متفاجئين بينا جداً وبالprints الدينية اللي بنوزعها، لكن رغم كدة أغلبهم رحبوا بينا في نفس الوقت. كانوا بيفرحوا أن في حد مهتم بيهم وعايز مصلحتهم. كنا بنوزع عليهم حجات عن الجنة والصلاة وأذكار الصباح والمساء، وفي ناس كانت بتهتم اوي وناخد أرقام موبايلات بعض ونتابع معاهم في القاهرة.
كانت أيام حلوة أوي. أفتكرت نفسي وأنا مع Esso في عربيته الwrangler الذهبية المكشوفة الرائعة واحنا بنلف على تجمعات الشباب عالشاطئ نوزع عليهم الprints.
مستحيل أنسى موقف حصل لنا عالشاطئ دا مع جروب شباب وبنات كان معاهم عربية رانجلر برضه بس بيضاء. نزلنا نديهم الprints وكنا لما بنلاقي شباب مع بنات بندي الشباب الprints ونقولهم “وزعوها على بعض بقى” عشان منحتكش بالبنات اللي معاهم. ففي المرة دي واحد من الشباب بنديه الprints فقال لنا بجفاء “لا أنا مش عايز”، طبعاً كان موقف محرج بالنسبالنا، بس إحنا متعودين ومتفقين أن لو حد أحرجنا نبتسم له. اللي حصل أن صاحبة الولد دا لما قال مش عايز قالت “أنا عايزة”.. وجت أخدت واحدة من مطويات أذكار الصباح والمساء وقعدت تشكرنا وتقول أدعولي، وسابت الجروب اللي كان معاها وركبت العربية وقَعَدت تقرأ فيها. ساعتها صاحبها برضه ساب الجروب وركب جنبها في العربية وبدأوا مع بعض يقرؤوا الprints.
بعد ما مشينا قعدنا نتكلم عن أد إيه المرأة المسلمة ممكن تأثر على الرجل بالسلب او بالإيجاب. السيدة خديجة رضي الله عنها كانت أول وأكبر داعم للنبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاتها، والسيدة فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها كانت سبب في إسلام أخوها عمر بن الخطاب ثاني أفضل صحابي في الإسلام. لكن للأسف، كتير من بنات زماننا بقت تعمل العكس، بتفتن الشباب وتبعدهم عن الدين. التغريب الفكري اللي اتصدر لينا من خلال الamerican music and movie industries خلى شريحة كبيرة من الشباب المسلم عايش بسطحية عشان يعجب البنات حسب المعايير اللي بيزرعوها في أفكارنا.
أفتكرت موقف كمان رائع حصل في نفس اليوم و إحنا بنوزع المطويات الدينية على الشاطئ. شفنا شاب عنده حوالي ٢٥-٣٠ سنة واقف بعربيته المرسيديس الجديدة راكن عمودي على الشاطئ وساند على الكبوت وباصص على البحر. كان ماسك ازازة Heineken بإيد وسجارة بالإيد التانية وبيبدل فيهم في بطئ وصمت. كان باين عليه أنه مخنوق جداً وبيفكر تفكير عميق. كان واضح أنه في لحظة تأمل وبيفكر في تعديل مسار حياته. حسيت أنه محتاج يبقى لواحده فكنت متردد نكلمه بس حسيت برضه أننا ممكن نساعده فقررنا نديله مطوية. ركنا قريب منه ونزل Esso اداه الprint. الولد بص فيها فاتفاجئ جداً.. وإحنا اتفاجأنا أكتر من رد فعله. كان سعيد جداً وقعد يشكر Esso بشكل عجيب. رد فعله كان كأننا عملنا حاجة هو مستنيها من زمان. طلع محفظته من جيبه وطلع منها فلوس وقال لEsso “طب أنا عايز أساعد، عايز أشارك معاكوا، عايز أخد ثواب”. شيء رائع أن واحد بيشرب يتأثر بكل السهولة دي. شيء بيعلمنا أن الذكرى فعلاً بتنفع المؤمنين وأننا محتاجين بس نذكّر. Esso سلم عليه وركبنا العربية ومشينا وإحنا في قمة السعادة.
يا ترى الشاب ده فين دلوقتي؟ عامل إيه؟ هل ربنا هداه ولا لسة تايه وحيران ومكتئب؟ لقى الصراط المستقيم ولا لسة بيلف في دواير؟
ياه.. كانت أيام جميلة. أكاد اسمع صوت المنشد أحمد بو خاطر العذب في أذني وهو يغني أبيات قصيدة الإمام الشافعي “يا من يرى” وأنا واقفاً في السيارة الرانجلر المسرعة سانداً بذراعاي على طرف الزجاج الأمامي أنظر إلى خيوط شمس اليوم الجديد وهي تولد من البحر لتشرق بها روحي ونفسي، وهواء البكور المنعش يصدمني فيحرك شعري وملابسي .. وقلبي.
ما أجمل هذا اليوم، كان في أوائل شهور التزامي. كانت هذه أجمل أيام الإلتزام حين كان قلبي نقياً ونفسي بريئة وعقلي صافياً متحرراً من قيود الشهوات، وكان قبل أن يعرف قلبي العُجب والرياء والسمعة، التنطع والتفيهق والغرور. كم أتمنى أن تعود هذه الأيام وكم أتمنى أن يتكرر هذا اليوم..
لكن كيف تعود وكيف يتكرر؟! Esso باع عربيته الرانجلر، وباع القضية كلها؛ فتح استوديو تصوير models وهو اللي كان أحد أسباب التزامي. ترك الإلتزام بعد ما حضرنا مع بعض أجمل دروس واعتكفنا مع بعض أجمل اعتكاف في حياتي..
تحولت الأفراح إلى أحزان. اللّهم إنى أسألك الثبات، اللّهم رده إليك رداً جميلاً، اللّهم أهدى الشباب المسلم.. دمعت عينى.
“يا من يرى مد البعوض جناحها … في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى ويسمع حس ما هو دونها … في قاع بحر مظلم متهول
أمنن علي بتوبة تمحوا بها … ما كـان مني في الزمان الأول”
— أحمد بو خاطر، يا من يرى

Amr Ali Ibrahim
My name is Amr Ali Ibrahim. I'm an Egyptian dentist, digital marketer, and novelist from Cairo, born in 1986 and graduated from ASU Dental School in 2009. The novel "مارينا.. كان يا مكان" is considered my first published print book, and I have some other works that are not published as prints yet, however, I've published them on this website.